"الشيوعي العراقي" في اللقاء العالمي الـ20 للأحزاب الشيوعية والعمالية في أثينا:

 الى المزيد من التضامن مع الشعب العراقي وقواه الديمقراطية

  بعد انتهاء مراسم افتتاح اللقاء العالمي الـ20 للأحزاب الشيوعية والعمالية في اثينا صباح الجمعة الماضي (23 تشرين الثاني)، ابتدأت اعماله بتقديم مداخلات الوفود المشاركة التي تمثل 91 حزباً من 73 بلداً في ارجاء العالم. وكانت من ضمنها كلمة الحزب الشيوعي العراقي التي ألقاها الرفيق سلم علي، عضو اللجنة المركزية ومسؤول العلاقات الخارجية.

نقلت الكلمة، التي اُلقيت باللغة الانكليزية، تحايا الشيوعيين العراقيين وتمنياتهم بنجاح اللقاء العالمي "بما يعزز دور حركتنا في بناء جبهة عالمية ضد العولمة النيوليبرالية والامبريالية، ومن اجل السلام والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية". كما هنّأت الشيوعيين اليونانيين بالذكرى الـ100 لتأسيس حزبهم.

وعبّرت عن الأمل في ان يوفر اللقاء "فرصة لتبادل وجهات النظر والخبرة القيمة في النضال في ظروف بالغة التنوع في ارجاء مختلفة من العالم. كما ان من المهم مناقشة سبل الارتقاء بهذه اللقاءات لتتحول الى منبر اكثر فاعلية لتطوير مبادرات العمل المشترك".

كما عبرت اللجنة المركزية للحزب في كلمتها عن الامتنان للتضامن العالمي مع الشعب العراقي وقواه الديمقراطية والحزب الشيوعي "في النضال المتواصل ضد السياسات الطائفية والمعادية للديمقراطية، ولدحر الارهاب والقوى الرجعية والتدخلات الاجنبية، ومن اجل بناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد".

وأولت الكلمة اهتماماً خاصاً بالوضع في الشرق الأوسط وسياسات القوى الإمبريالية، وبالأخص ادارة ترامب، ومحاولات إعادة العالم الى اجواء الحرب الباردة وسباق التسلح، واستخدامها العقوبات الاقتصادية والسياسية على نطاق واسع وتصدير السلاح، خصوصاً الى هذه المنطقة التي تشهد نزاعات مسلحة.

وأشارت الى ان هذا الوضع يغذي النزاعات والحروب في مناطق كثيرة في العالم، خصوصاً الشرق الاوسط، وهيّأ ارضية خصبة لنمو الحركات اليمينية المتطرفة والفاشية والارهابية التي تهدد السلم العالمي.

"كما ان التدخلات الامبريالية والتنافس الشديد بين القوى الاقليمية الرجعية في الشرق الأوسط لفرض هيمنتها على المنطقة ساهم في تعميق النزاعات على أسس طائفية واثنية والتفكك الداخلي. وتدفع شعوب المنطقة ثمناً باهضاً لهذه السياسات، كما تبيّن الحرب في اليمن وكانت لها نتائج كارثية على المدنيين الابرياء".

ولفتت كلمة الحزب الى المساعي المتواصلة لإدارة ترامب لبناء "تحالف استراتيجي في الشرق الاوسط"، يُطلق عليه "حلف الناتو العربي"، وهو تحالف أمني وسياسي جديد في المنطقة مع السعودية وبقية دول الخليج ومصر والاردن بذريعة مواجهة توسع ايران.

وأكدت الكلمة موقف الحزب الشيوعي العراقي ضد إعادة فرض العقوبات الاقتصادية على ايران من قبل واشنطن بصورة انفرادية ومن دون غطاء قانوني وفي اعقاب الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران. وشددت على حق شعوب المنطقة بأن تختار انظمتها السياسية وفق ارادتها الحرة من دون حروب وعقوبات اقتصادية وحصار.

وأدان الحزب جرائم الاحتلال الاسرائيلي وآخرها الاعتداء العسكري على غزة. وجدد تأييده الكامل حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بإقامة دولته الوطنية على ارض وطنه وعاصمتها القدس الشرقية.

كما دعا الى التضامن العالمي مع نضالات شعوب الشرق الأوسط ضد الانظمة الدكتاتورية والرجعية، بما فيها الاحتجاجات الشعبية والاضرابات، ومن اجل الحريات والحياة الكريمة. واوضحت "الترابط الوثيق بين النضال من اجل السلام وضد التدخل الامبريالي والنضال من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان". واعلن "إدانته الإجراءات القمعية ضد القوى الوطنية والديمقراطية وقوى اليسار والتقدم والاشتراكية والشيوعية".

وخُصّص جزء رئيس من الكلمة لتطورات الوضع في العراق ونضال الحزب الشيوعي "في ظروف صعبة ومعقدة" لإنهاء نظام المحاصصة الطائفية والاثنية الذي تم فرضه في أعقاب الحرب والغزو والاحتلال الامريكي للعراق منذ 15 عاماً.

وأشارت الكلمة الى ان انتصاراً عسكرياً مهماً تحقق ضد داعش، "لكن هذا لا يعني هزيمة نهائية للإرهاب. وان تحقيق ذلك يستوجب موقفاً وسياسات متكاملة على المستويات السياسية والعسكرية – الأمنية والاقتصادية والثقافية". واضافت ان العراق يعاني ايضاً "نتائج أزمة سياسية بنيوية عميقة مستمرة".

وبعدما تطرقت الى المشاركة النشيطة للشيوعيين ومؤيديهم في الحركة الاحتجاجية الشعبية، المتواصلة منذ منتصف 2015، ضد الفساد والسياسات الطائفية، لفتت الى الهبة الجماهيرية في البصرة التي تفجرت في تموز الماضي. واشارت الى انه "رغم القمع ، الذي راح ضحيته اكثر من 20 شهيداً والمئات من الجرحى، فان الهبة هزّت دعائم نظام المحاصصة. لكن انهاء هذا النظام السياسي يمثل تحدياً كبيراً".

واوضحت الكلمة موقف الحزب الشيوعي بأن تحقيق مطالب الشعب في الاصلاح والتغيير السياسي الحقيقي "لا يمكن ان يتم الاّ عبر تطوير وتشديد الضغط والحملات الشعبية، من اجل تغيير في ميزان القوى لتحقيق البديل الديمقراطي".

وعرضت حصيلة الانتخابات البرلمانية في أيار الماضي "التي أكدت، رغم التدخلات الفظة من القوى المتنفذة وتلاعبها بالعملية الانتخابية، رغبة الشعب القوية في كسر احتكار السلطة السياسية وفتح الطريق للتغيير". وفي هذا السياق، أشارت الى النتائج المهمة التي حققها تحالف "سائرون"، وما يسعى برنامجه الى تحقيقه بإجراء اصلاح جدي للنظام السياسي والتخلي عن المحاصصة والعمل من اجل بناء دولة تقوم على مبدأ المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

ودعا الحزب في كلمته امام اللقاء العالمي الى المزيد من التضامن العالمي مع الشعب العراقي وقواه الديمقراطية في النضال لدحر الارهاب والطائفية السياسية ولتحقيق الوحدة الوطنية وبناء دولة مدنية ديمقراطية تقوم على العدالة الاجتماعية.

واُختتمت الكلمة بالتأكيد على تصميم الحزب الشيوعي العراقي "على تعزيز علاقاته مع الاحزاب الشقيقة، الشيوعية والعمالية، وكل قوى السلام والتقدم والحركات الديمقراطية في العالم، في النضال المشترك من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية".

وكان اللقاء العالمي في اثينا قد اُفتتح صباح الجمعة الماضي بنشيد الأممية. وعُرض فيلم قصير عن فترات مهمة في تاريخ الحزب الشيوعي اليوناني، فيما رفعت مجموعة من شبيبته اعلاماً حمرا ورددت هتافات حماسية.