طريق الشعب
قال وزير الموارد المائية، حسن الجنابي، انه حذر منذ خمسة اشهر تقريبا، من ان العراق يتعرض الى شح مياه بسبب قلة الايرادات المائية وعدم هطول الامطار، الا انه اكد ان وزارته التي "لديها ملفات مفصلة عن الازمة" تعمل على تنفيذ توصيات اللجنة الحكومية المعنية بالأمر، معلنا عن زيارة قريبة له الى ‍تركيا بشأن سد اليسو.
وفيما اعتبر ان ما حدث في المجر الكبير هو "اختناق" وتم حل الموضوع والمياه تتدفق الان للقضاء، حذرت محافظة كربلاء، من تعرض المحافظة لأزمة في شح المياه.
ويواجه العراق مستقبلا مائيا مخيفا؛ إذ يعاني شحة في المياه وجفافا في الأنهار، ما يهدد ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻧﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ والنخيل ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ، ﻭآﻻﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ ﺑﺎﻟﻬﻼﻙ، وسكان مناطق كاملة بالهجرة نتيجة لذلك.

قلق مشروع

وقال وزير الموارد المائية حسن الجنابي، في تصريح فديوي نشره على صفحته في "فيسبوك" واطلعت عليه "طريق الشعب"، ان هناك تخوفاً من ظاهرة شح المياه في بلادنا، هذا التخوف مشروع وهذه ليست المرة الاولى، التي يتعرض فيها بلدنا وحوض الرافدين الى حالات شح المياه.
تأريخ شح المياه

واضاف، نحن لدينا تأريخ يخص شح المياه، وعندما انظر الى هذا التأريخ، اجد ايضا في الثلاثينيات، وتحديدا في العام 1933 كانت هناك حالة جفاف شديدة، بغض النظر عن تطورات لاحقة فيما يتعلق بانشاء شبكات السدود. "سنوات رطبة لدينا لا باس بها ولكن في المقابل هناك سنوات شحيحة كثيرة"، اخر فيضان شهده بلدنا كان عام 1988.

صيف اكثر جفافا

واردف الجنابي، "نحن نقول منذ شهر العاشر الماضي ان البلد يتعرض الى شح المياه، وانا الان اقول ان شح المياه القادم في الصيف، سيكون اكثر مما نشاهده الان. في هذه الوزارة امامي شخصيا معلومات مفصلة عن مختلف مناطق العراق وقنواتها، هناك العديد من القنوات التي تعاني الجفاف لا نحتاج الى من يعلمنا بذلك، ذلك الجفاف جاء بسبب تطبيق نظام المناوبة او المراشنة."

معلومات كاذبة

وتابع "هناك شحة مائية حقيقية. ان مجموع ايراداتنا في عام 2017 كانت قليلة جدا مقارنة بمعدل ايرادات السنين السابقة، وبالتالي لا داعي للتقارير المفجعة، اذ ان هناك تقارير عملت على نقلها احدى الوسائل الاعلامية تشير الى توقف جريان نهر دجلة، لماذا هذا الكلام؟ لماذا يضطر صحفي ان يكذب على الناس والناس تتداول هذه المعلومة الكاذبة اكثر من تداولها لمعلومة يعطيها الوزير المختص؟ مستطردا ان "ذلك يعتبر جهلا في اصول العمل، وايضا الناس يجب ان لا تتبع هذه التقارير المفجعة، نحن لسنا البلد الوحيد الذي يتعرض الى جفاف حاليا، هناك بلدان عديدة جدا تتعرض الى جفاف، من ضمنها منطقتنا برمتها من منابع الفرات الى مصبه، تتعرض الى جفاف.

الاجراءات المطلوبة

ووجد وزير الموارد المائية، ان "الاجراءات المطلوبة في العراق هي الاجراءات التي اقرتها اللجنة المعنية التي شكلها رئيس الوزراء، بمعالجة الشحة المائية وهي لجنة عالية المستوى ومتعددة الاطراف. هذه اللجنة اجتمعت واقرت مجموعة من التوصيات وصادق عليها رئيس الوزراء، والان هي تحت التنفيذ على الاقل من جانب وزارة الموارد المائية".

الترشيد في الاستهلاك

ومضى قائلا، عندما نقول الخزين قليل ولا وجود للأمطار والغطاء الثلجي في اعالي دجلة والفرات لايزال ضعيفا ولا يمكن استيراد المياه. نحن يجب ان نعالج هذا الامر حتى على مستوى المواطنين من استعمال لمياه الشرب والمياه الصناعية والزراعية. نحن كوزارة ندير الموارد المائية ولا نستخدمها اذ يجب التقشف في استخدام المياه الصناعية والزراعية.
وزاد الجنابي، هذا هو نظامنا المائي، لذا يجب ان نتعامل مع هذه الامر بدون القاء اللوم، ونعترف ان هناك تقصيرا من ناحية ان نظامنا الإروائي قديم، ولكن هذه الازمة لا تحل بكبسة زر. لدينا استراتيجية المياه والاراضي لعام 2035 للتكيف مع الوضع، ولكن هذا يحتاج الى مستلزمات اخرى واهمها توفير التمويل للمشاريع المقرة.

نهر المجر الكبير

وقال وزير الموارد المائية، الذي يزور حاليا محافظة كربلاء، في تصريح لعدد من وسائل الاعلام، ان "ما حدث في المجر الكبير هو اختناق، وتم حل الموضوع والمياه تتدفق الان للقضاء".
واضاف الجنابي ان "هذا الاختناق في منطقة المجر الكبير لا يختلف عن باقي المناطق الاخرى من الكحلاء والمشرح والعريض، فجميعها متشابهة ونتعامل معها بعدالة"، مشيرا الى ان "تصميم نهر المجر الكبير يبلغ 150 مترا مكعبا في الثانية، اما الآن، وبسبب شحة المياه، فيصل اليه بين 10 إلى 15 مترا مكعبا في الثانية".
واعلن قضاء المجر الكبير بمحافظة ميسان، السبت، عن توقف جريان نهر دجلة في القضاء، فيما حذر من كارثة تهدد حياة المواطنين.
وكشف الجنابي عن "زيارة مرتقبة الى تركيا لحل ازمة الشحة بنهر دجلة، والاطلاقات التي يجب ان تتحقق بعد املاء السد اليسو الذي اجل لغاية حزيران المقبل"، معربا عن امله "في تجاوز الازمة بسلام".

التجاوز على الحصص المائية

من طرفه، نقل المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان، عن العبادي، قوله، "تم توجيه الامكانات والآليات لإيقاف حالة التجاوز على الحصص المائية وزيادة حصة المياه لقضاء المجر في محافظة ميسان".
واضاف العبادي ان "الموارد المائية ستتابع الموضوع مع الجهات ذات العلاقة والتوجيه بايجاد الحلول اللازمة، وبالأخص في هذا الموسم الذي يشهد شح الامطار".

تحذيرات من شح المياه في كربلاء

الى ذلك، قال نائب محافظ كربلاء علي الميالي، لوكالة "السومرية نيوز"، "نحذر من شحة المياه بعد انخفاض مناسيب نهر الفرات الى31,55 مترا مكعبا"، مبيناً أنه "في حال بقاء انخفاض المناسيب سيؤدي الى توقف أغلب إسالات المياه في المحافظة".
وطالب الميالي "وزير الموارد المائية بأخذ التدابير اللازمة لحل مشكلة شحة المياه التي تضرب كل محافظات العراق".