رشيد غويلب
الحكومة الاسرائيلية تريد ترحيل قرابة 40 الف لاجئ أفريقي الى رواندا او اوغندا، ومن يرفض المغادرة ينتظره السجن . وتصف الحكومة الإسرائيلية اللاجئين بـ"الغزاة". وفي مطلع كانون الثاني ، كتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على موقعه على الانترنت "لقد وافقت الحكومة اليوم على خطة عمل تسمح لكل متسلل بالاختيار بين: تذكرة الترحيل او سجن".
وحسب نتانياهو فان قرابة 60 الف لاجئ افريقي دخلوا اسرائيل. وتم ترحيل 20 الفا منهم. ويتوزع المتبقون بالشكل التالي: 71 في المائة ارتيريون، 21 في المائة سودانيون، و 7 في المائة من بلدان أفريقية أخرى، و 1 في المائة من البلدان غير الأفريقية. وبما ان اسرائيل لا تقيم علاقات دبلوماسية مع السودان، فسيتم ترحيل اللاجئين السودانيين الى اوغندا ورواندا. ويحتجز آلاف المهاجرين الوافدين بالفعل في سجن ترحيلات شولوت في صحراء النقب. والى جانب الترحيل "الطوعي"، والسجن تجري ممارسة الترحيل القسري. وبهذا الخصوص اكدت أوغندا ورواندا أنها تستقبل اللاجئين الذين يغادرون اسرائيل بإرادتهم.
و يمكن لإسرائيل أن تستوعب 40 الف لاجئ، أي أقل من 0,5 في المائة من سكانها، ولكن الخوف المتطرف على نقاء الطابع اليهودي لدولة إسرائيل يقف وراء هذه السياسة العنصرية. فالإريتريون مسيحيون والسودانيون مسلمون. ولذلك، لا تمنح طلبات اللجوء في إسرائيل إلا في حالات نادرة للغاية. وحتى عام 2013، لم يسمح للأفارقة حتى بطلب اللجوء، كما تقول النائبة المعارضة الكنيست عايدة توما سليمان (هداش - قائمة مشتركة). وفي وقت لاحق، لم تتم الموافقة سوى على10 طلبات لجوء من أصل 15 الف طلب. ولدى اسرائيل اقل معدلات القبول فى العالم الغربي.
احتجاجات واسعة ضد السياسات العنصرية

ومنذ عدة اسابيع تتصاعد المقاومة لخطط حكومة اليمين المتطرف . وقد احتج بالفعل الأطباء والمحامون وأساتذة الجامعات والطلاب والاختصاصيون الاجتماعيون والكتاب وصانعو الأفلام. وقال الطيارون الاسرائيليون في شركة "العال" انهم سيرفضون نقل اللاجئين المرحلين قسرا، ودعوا طياري الشركات الأخرى الى القيام بذلك أيضا. وقد أثارت رسالة مفتوحة، كتبها 36 من الناجين من محارق المانيا النازية إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضجة كبيرة. "لقد كان هدف دولة إسرائيل تذكير العالم بجرائم المحارق، لذلك ندعو الى: "وقف هذه العملية". وبصفتهم لاجئين سابقين، لا يتفهموا قيام الدولة اليهودية بترحيل لاجئين آخرين الى رحلة الألم والمعاناة والموت. وتبنى بيت حركة الانصار المقاتلة ضد النازية حينها نفس الموقف. ونشطت حركة لإيواء اللاجئين المهددين بالترحيل. وحتى في تل أبيب، في حي نفيه شاعنان، حيث يعيش العديد من اللاجئين في ظروف اجتماعية سيئة للغاية، انطلقت مبادرة ضد الترحيل. وفي يوم السبت 10 شباط، سار آلاف الطلاب والناشطين ومئات اللاجئين في وسط مدينة القدس للاحتجاج على الترحيل الجماعي المخطط لطالبي اللجوء الأفارقة والإهمال المتعمد لمنطقة جنوب تل أبيب حيث يعيش العديد من اللاجئين.. وقال حموتال بلانك من حركة "معا": "تحاول الحكومة إقناعنا بأن اللاجئين هم المسؤولون عن حالة التدمير في جنوب تل أبيب ، وعن محنة السكان اليهود الذين يسكنون المنطقة منذ زمن طويل، ولذلك يريدون تحريضنا ضد بعضهم البعض لانهم يعرفون انهم لن يقفوا امامنا اذا كنا سوية متضامنين ". وفي البرلمان قدم مجموعة من النواب التقدميين مشروعا لإفشال الخطط الحكومية. ونظم اللاجئون مسيرة اكدوا خلالها تفضيل السجن على الموافقة على العودة لموت محقق. في 22 كانون الثاني، اطلقت مجموعة من الناشطين حملة عالمية على شبكات التواصل الاجتماعي تهدف إلى التضامن مع اللاجئين، والضغط على حكومات إسرائيل ورواندا وأوغندا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ومفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في جنيف من اجل ايقاف حملة الترحيل الهستيرية.