غالي العطواني
ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، الخميس الماضي، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق د. جاسم الحلفي، في حوار سياسي مفتوح مع الجمهور.
حضر الجلسة الحوارية التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، جمع واسع من الشيوعيين والناشطين المدنيين والاعلاميين الى جانب عدد من القياديين في الحزب.
أدار الحوار الرفيق عباس حسن، وافتتحه داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية، في مناسبة ذكرى يوم الشهيد الشيوعي.
بعد ذلك طرح العديد من الحاضرين أسئلة على الرفيق الحلفي، تركزت في معظمها حول تحالف "سائرون" وأهدافه وبرنامجه، وحول الحركة الاحتجاجية السلمية في بغداد والمحافظات وما حققته من إنجازات.
واستهل الرفيق الضيف إجاباته ملقيا الضوء على ما يمر به العراق اليوم من أزمة سياسية واقتصادية، اساسها بنية النظام السياسي الذي قام على اساس المكونات، وترسيخ نهج المحاصصة الطائفية – الاثنية المقيت، الذي انتج الفساد ووفر جوا للعنف والتطرف والارهاب، وفشل في تقديم الخدمات، وجعل المواطن في عوز وفقر وامية.
وأضاف قائلا ان الأنظمة الديمقراطية تبنى على أساس المواطنة، وان المواطنين الذين يعيشون في ظل هذه الأنظمة، تضمن لهم الدساتير المساواة في الحقوق والواجبات.
وتابع الرفيق الحلفي قوله ان الديمقراطية، وبعد التطورات السياسية والمجتمعية، تحولت من مباشرة في البداية الى غير مباشرة، أي انها تعتمد على إجراء الانتخابات، ليمثل النائب المنتخب مجموعة من المواطنين، بهدف تقديم الخدمات لهم في المجالات كافة، وضمان عيشهم الكريم وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ثم تطرق إلى الديمقراطية المطبقة في العراق اليوم، مشيرا إلى ان النظام السياسي العراقي بني على المكونات (شيعية وسنية وكردية)، ما أدى إلى تفكيك الوحدة الوطنية. حين قام من ادعى تمثيل هذه المكونات بتشكيل تحالفات انتخابية طائفية اوثنية، أي ان لكل مكون قائمته الانتخابية الخاصة، الأمر الذي تسبب في إضعاف الهوية الوطنية.
وتحدث عضو المكتب السياسي عن العلاقة بين التيارين المدني والصدري، والاسهام في حركة الاحتجاج، ورفع شعارات تطالب بالعدالة الاجتماعية وببناء دولة المواطنة وإلغاء نظام المحاصصة الطائفية، مؤكدا ان التقارب بين التيارين المدني والصدري في حركة الاحتجاج، يمثل تجربة مهمة في العراق.
أما في المحور الثاني من إجاباته عن أسئلة الحاضرين، فقد تحدث الحلفي عن تحالف "سائرون" الذي يضم ستة أحزاب وقوى سياسية بضمنها الحزب الشيوعي العراقي، وعن سعي التحالف إلى بناء دولة المواطنة وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، والخلاص من نظام المحاصصة الطائفية ومحاربة الفساد والفاسدين. مبينا ان المتنفذين، ومن أجل إبعاد الخيرين عن الوصول إلى البرلمان، أقروا قانون انتخابات جديد، وفصلوه على مقاساتهم، الأمر الذي استدعى من القوى الساعية إلى بناء البلد، تشكيل تحالف انتخابي واسع، وبذلك شكل تحالف "سائرون".
وأوضح الرفيق الحلفي ان تحالف "سائرون" لا يتدخل بكيانات وتنظيمات الأحزاب المنضوية تحت لوائه، ، وإنه تحالف سياسي، يمثل تعاونا سياسيا في مرحلة معينة، واتفاقا على أولويات تخدم البلد والشعب، لافتا إلى ان "سائرون" هو تحالف عابر للطائفية مناهض لها، يؤكد على المواطنة كأساس لبناء النظام السياسي.
من جهة اخرى، يسعى التحالف الى ان يحصل على تمثيل مناسب، كي يكون لاحقا مشاركاً في تحالف تشكيل حكومة الاصلاح والتغيير والبناء. وفي حالة تعذر ذلك، سيؤسس للمعارضة الرسمية البرلمانية ذات الامتداد الجماهيري.