ضمن فعاليات مهرجان "طريق الشعب" السادس، عقدت ندوة حوارية مع الأستاذ رافع عبد الجبار عضو الهيئة السياسية للتيار الصدري.
الندوة التي حملت عنوان "الحكومة الجديدة ومشروع الاصلاح والتغيير"، استقطبت جمهورا كبيرا، وحظي مضمونها بمناقشات واسعة.
وابتدأ الاستاذ رافع عبدالجبار، حديثه عن المحاصصة التي بدأت منذ كتابة الدستور العراقي، مرورا بحكومتي اياد علاوي وابراهيم الجعفري، حتى أصبح هذا النهج المقيت هو الأساس في إدارة الدولة.
وأضاف، أن المحاصصة لم تأت من فراغ، بل جاءت بسبب غياب الثقة، والمظلومية التي عانتها بعض مكونات الشعب العراقي، جراء حكم الدكتاتورية، مشيراً إلى أن هذا النهج استثمر فيما بعد من قبل القوى السياسية لتحقيق النفوذ والمكاسب الضيقة.
وقال إنه بعد 15 سنة من الفشل في إدارة الدولة عبر النهج المحاصصاتي، صار لزاما أن ينطلق مشروع الاصلاح، لأن البقاء على هذا الحال، حول الدولة إلى دولة أحزاب، ومن ثم إلى دولة زعامات.
وأشار إلى أن الحراك نحو الاصلاح بدأ مبكراً منذ حكومة السيد المالكي الاولى، وأثناء حكومته الثانية، حيث انطلق حراك مدني احتجاجي دفع إلى سعي لسحب الثقة عن الحكومة، لكن التوافقات السياسية والمصالح الشخصية، عطلت هذا المسعى الذي كان يمكن أن يشكل بدايات مشروع الاصلاح.
وبين أن السيناريو تكرر في العام 2014 وما تلاها، حتى وصلنا إلى هذا العام، حيث الشعب بدأ يفقد صبره على سوء الاوضاع. وأكد أن الحراك الشعبي الذي انطلق في ساحة التحرير تبلور أخيراً في مشروع سياسي ناضج، يجمع المدنيين والوطنيين مع الصدريين.
وتابع قائلاً: إن العقبة الاولى التي واجهها هذا المشروع، هي اختلاف الهويات والمسألة العقائدية، حيث حاولت بعض الاطراف اثارة هذا الموضوع، لكن الطرفين (المدنيين والاسلاميين) اتفقا على أن المسألة الايديولوجية لا تتقاطع مع مشروع بناء الدولة، الدولة المدنية.. الدولة المؤسساتية البعيدة عن المحاصصة.
وقال إن الخطوة الاولى نحو مشروع الاصلاح، كانت بتشكيل كتلة ائتلافية تتبنى أهداف مشروع الاصلاح، وتعمل من أجل احداث تغيير في الساحة السياسية، من خلال اصلاح مؤسسات الدولة.
وأشار إلى أن تحالف سائرون، الذي تبنى المشروع الاصلاحي، حظي بثقة ابناء الشعب، وحقق اعلى النتائج في الانتخابات البرلمانية الماضية.
وبعد ذلك، والحديث لرافع عبد الجبار، جرى العمل على تشكيل جبهة سياسية واسعة تتبنى المشروع الاصلاحي، واستطعنا ان نكسب تيار الحكمة والقائمة الوطنية بزعامة علاوي إلى جانبنا، مشيراً إلى أن تذبذب مواقف بعض القوى السياسية، أنهى مشروع تشكيل الكتلة الاكبر، وأصبح مستحيلا لأي قوى سياسية تشكيل هذه الكتلة.
وأضاف، أنه جرى الاتفاق على تقديم مشروع تسوية لرئاسة الوزراء، وهذه هي المرة الاولى التي تحصل في العراق بعد العام 2003، مؤكداً أن هذه الخطوة هدمت جزءا من جدار المحاصصة، حيث القوى السياسية قدمت مرشحيها إلى رئاستي الجمهورية والبرلمان بعناوين سياسية، لا عناوين طائفية وقومية، الأمر الذي سيلقي بظلاله على انتخابات 2020 القادمة.
وأوضح، أنه بعد تكليف رئيس الوزراء، عزمت سائرون على اعطاء السيد عادل عبد المهدي حرية اختيار الوزراء، ومن ثم التحقت بنا بعض القوى السياسية، وهذا الاتفاق التزمنا به، ولكن الآخرون نكثوا بوعدهم.
وتابع: إن ما حصل في تشكيل الحكومة من تقديم شخصيات كفوءة ومستقل بعضها، يعد تقدما بالنسبة للحكومات السابقة، وإن الوزارات التي أرجئت تسمية مسؤوليها، ستكون خاضعة للتدقيق قبل تقديمهم الى مجلس النواب لنيل الثقة.
وبين ان الخطوة المقبلة ستكون تخليص الهيئات المستقلة من المحاصصة، ومن ثم الخطوة الثالثة، ستكون مرحلة الخلاص من الدولة العميقة، حيث أن 70 بالمئة من المدراء العامين ومن هم بدرجات خاصة، يعملون بالوكالة.
وأفاد بأن ما تحقق حتى الان، يعد خطوة اولى ومؤشرا طيبا بخصوص السير نحو الاصلاح والتغيير. وأكد عضو الهيئة السياسية للتيار الصدري، أن لحركة الاحتجاج الفضل في تبلور المشروع السياسي الاصلاحي.
واشار إلى أن جميع القوى السياسية، حتى تلك التي تتزمت بمواقفها، وصلت إلى قناة بأن ما يحصل في العراق، يجب ان لا يستمر، وأن الامور يجب أن تكون أفضل.
هذا وقدم العديد من الحضور مداخلات واسئلة للسيد رافع عبد الجبار، أجاب عنها بإسهاب، مؤكداً أن تحالف سائرون ماض بمشروعه الاصلاحي، وهو لن يخيب ظن الجمهور الذي منحه الثقة، مشيراً إلى أن عمق سائرون الجماهيري هو السند الاساسي للمضي في التغيير نحو الافضل.