نورس حسن
قالت عضو مجلس النواب السابقة، المرشحة أخيرا الى منصب رئيس الجمهورية سروة عبد الواحد، ان النساء يتبوأن اليوم مناصب هامة، وان بمستطاعهن الترشح الى اي منصب والقيام بمهماته كما ينبغي.
واضافت في حديث خاص لـ "طريق الشعب" ان "المرأة شريكة للرجل في هذا البلد، ولديها القدرة على التنافس معه وادارة الامور على احسن واتم وجه، وربما بصورة افضل من الرجل، الذي يحتل اليوم اغلب المواقع".
واوضحت ان هذا هو ما ارادت ايصاله الى الرأي العام بترشحها الى منصب رئيس الجمهورية.
ومضت سروة عبد الواحد تقول "ان المرأة تحتل الصدارة اليوم في كل شئ. على سبيل المثال المرأة النازحة هي من تحمّلت وتتحمل في عائلتها العواقب الاكبر للحرب، التي كانت السبب في نزوحها. كما انها هي قبل غيرها من تحمل المصاعب والتبعات الثقيلة والهموم الناجمة عن ذلك"."
واشارت الى تصدي المرأة، برلمانية كانت او غير برلمانية، للوضع السياسي بصورة عامة في البلد، وتساءلت عن "سبب استبعادها من المناصب السيادية في البلاد، وهي العنصر الاكثر تضررا داخل المجتمع"؟
وجوابا على سؤال عما اذا كانت تشعر بخيبة أمل واحباط نتيجة خسارتها جولة التنافس على كرسي الرئاسة، اكدت سروة عبد الواحد ان العكس هو الصحيح: " ابدا، لم اصب بخيبة امل. وانا اعتز كثيرا بالـ 18 صوتا التي حصلت عليها، واشعر بالامتنان العميق لاصحابها الذين منحوني اياها".
ووصفت تجربة الترشح وخوض المنافسة على المنصب الرئاسي بانها "تجربة رائعة، وقد اضافت لي الكثير على المستوى السياسي، وتعلمت في مجراها دروسا في التعامل مع الاحزاب والقوى السياسية"، مضيفة ان "هذا ما زادني عزما واصرارا على التمسك بموقفي وقناعاتي، والاستمرار في عملي السياسي الى جانب العمل الاعلامي الذي احبه وسابقى داعمة له".
وفي السياق وجهت عتبا ضمنيا الى زميلاتها البرلمانيات قائلة: "عندما كنت اتحدث معهن عن ترشحي لمنصب الرئيس، كن يعربن عن دعمهن لي، لكنهن لم يدعمنني عند التصويت!". وبيّنت انها كانت تتوقع الحصول على ما يتراوح بين 30 و 35 من اصواتهن. ثم اضافت مستدركة انها في نفس الوقت لا تلومهن "فانا اعرف حجم الضغوط الحزبية على كل منهن داخل المجلس".
وعن سبب ترشحها لمنصب الرئيس رغم معرفتها ان الامل في الفوز ضعيف، ذكرت انها كانت تريد بذلك ان تبيّن استعداد المرأة للنهوض باصعب المسؤوليات وقدرتها على ذلك، وايضا ان تقول للحزبين الكرديين الرئيسيين :" كفى تقاسما لكل شئ بينكما، ما دمتما لا تمثلان الشعب الكردي كله".
وأبدت عبد الواحد أسفها لكونها واجهت إبان خوضها معركة انتخابات الرئاسة مواقف سلبية من طرف شريحة واسعة "خاصة من بعض المثقفين الذين هم الداعمون الاساسيون لي في البرلمان". كما انها تعرضت الى "مختلف اشكال الضغط ومحاولات التسقيط وحتى التهديد، لدفعي الى الانسحاب وإلغاء ترشيحي".
وذكرت انها لم تلتق خلال ذلك بأي من قادة الاحزاب السياسية، واقتصرت لقاءاتها غالبا على زميلاتها وزملائها اعضاء مجلس النواب.
الا انها - كما اردفت - كانت تعوّل على لقاء السيد مقتدى الصدر "باعتباره صاحب رؤية مختلفة، ورافعا لشعار الاصلاح والتغيير، ومساندا للمستقلين". بيد ان طلبها مقابلته لم يتحقق، وهي ترجح ان يرجع السبب الى "عدم ايصال الطلب اليه".
وردا على تساؤل "طريق الشعب" حول رؤيتها الى التطورات التي تشهدها البلاد اليوم، عبرت عبد الواحد عن اعتقادها "ان هناك تغييرا نحو الاحسن وإن كان يبدو شكليا حتى الآن"، واعتبرت تكليف السيد عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة الجديدة "أمرا ايجابيا"، كما نوهت بالتنافس على منصب رئيس الجمهورية "الذي لم نشهد ما يماثله سابقا".
وفي ختام الحديث ابلغت سروة عبد الواحد "طريق الشعب" ان احتمال ترشحها لمنصب رئيس الجمهورية مرة ثانية "كبير جدا"، مستدركة ان "كل شيء يتوقف بالطبع على ظروف البلاد والاوضاع بعد اربع سنوات من الآن".