أعلن تحالف قوى «نداء السودان» الذي يضم المعارضة بشقيها السياسي والمسلح، تدشين حملة باسم «كفاكم»، لمناهضة تعديل دستور البلاد، والوقوف ضد إعادة ترشح الرئيس السوداني عمر البشير لدورة رئاسية جديدة خلال الانتخابات المقررة في العام 2020.
وقال التحالف المعارض في بيان ، إن «كفاكم» تهدف إلى مقاومة سياسات حزب المؤتمر الوطني الحاكم وإزالته، معتبراً إعادة ترشح البشير إجراءً يخالف نص الدستور، الذي لا يسمح بالترشح لأكثر من دورتين للشخص الواحد.
وأكد التحالف أن دستور 2005 يُعد من أفضل التجارب الدستورية التي مرت على السودان، لاعترافه بالتعدد، واشتماله على وثيقةِ الحقوق، منبهاً إلى أن النظام لم يكن مقتنعاً به رغم أنه الشريك الأساسي في صناعته، لذلك سعى جاهداً نحو الالتفاف عليه، بإصدار القوانين المتعارضة معه، مستغلاً أغلبيته الميكانيكية في البرلمان.
وأضاف البيان أن رفض «نداء السودان» تعديل الدستور وترشيح البشير، هو رفض للمؤسسات التشريعية والتنفيذية، وللممارسات التي يقوم بها النظام «لأنه من المعلوم أن البشير وزمرته، هم المسؤولون عما لحق بالوطن من تفكك وخراب، وبالمواطن من أذى ودمار، وكل يوم يقضيه حاكماً، تتسارع خطى بلادنا نحو الانهيار الكامل».
ودعا التحالف المواطنين الى التصدي للنظام عبر وسائل المقاومة السلمية المختلفة، ومقاومة السياسات الاقتصادية وانعكاساتها السالبة على حياة الناس ومعاشهم، ومناهضة القوانين المقيدة للحريات، متعهداً بأن تعم الحملة الجديدة كل أرجاء السودان، من أجل «استنهاض ثقافة المقاومة وتفجير طاقات الثورة، لإحداث التغيير المنشود، وبناء وطن الحرية والعدالة والسلام».
ووافق مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم، الشهر الماضي، على مقترح ترشيح البشير، لدورة رئاسية جديدة خلال انتخابات 2020، كما وافق على تعديل النظام الأساسي للحزب بما يسمح للبشير بالبقاء في منصبه رئيساً له.
ويمنع الدستور الحالي البشير من الترشح مرة أخرى، لكن مسؤولي الحزب الحاكم يؤكدون أن الفرصة متاحة لتعديل الدستور لهذا الغرض.
من جهة اخرى كشف الرئيس البشير عن تشاور يتم الان لتشكيل لجنة قومية للحوار حول الدستور، وأشار إلى ضرورة مشاركة قطاعات الشعب السوداني كافة في كتابة الدستور مؤكداً أن الانتخابات المقررة في 2020 لن يتم تأجيلها. ورأى البشير خلال مخاطبته ملتقىً شبابياً في الخرطوم امس، أن وجود 110 أحزاب سياسية بالبلاد أمر ليس بالإيجابي، وأنه يجب إدماجها في تجمعات حزبية كبيرة استعداداً للعملية الانتخابية.
وأشار إلى أن السلام في جنوب السودان سيكون له دور كبير في السلام في منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان. وتابع:» قبل نهاية هذا العام سنشهد خطوات فعلية في السلام»، وقال بعدم وجود سبب لبقاء البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور «يوناميد» بعدما تحقق السلام والاستقرار في الاقليم بشهادة المجتمع الدولي.
وادعى البشير أن تحقيق السلام في دارفور بات الآن أقرب من أي وقت مضى، وأنهم سيسعون الى تحقيقه عبر عملية التفاوض وليس الحرب التي وصفها بالكارثة على الشعوب، لافتاً إلى أن التوصل للعملية السلمية عبر الحوار يعد أقل كلفة من القتال.