في 22-23 أيلول عقد الحزب الشيوعي الدنماركي مؤتمره الخامس والثلاثين في العاصمة كوبنهاغن، قبل سنة من الذكرى المئوية لتأسيسه في نوفمبر 1919، في أجواء من الثقة والأمل بتعزيز دور اليسار الدنماركي على الصعيدين السياسي والنقابي.
وتلبية لدعوة الحزب الشقيق حضر المؤتمر الرفيق شابا ايوب ممثلاً عن منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدانمارك والقى كلمة بالمناسبة حيّا فيها المؤتمرين وتمنى للمؤتمر النجاح. كما سلّم رسالة تحية من اللجنة المركزية للحزب بمناسبة انعقاد المؤتمر. وأشاد في كلمته بجهود الحزب الشقيق في محاولة توحيد الاحزاب الشيوعية الدنماركية الثلاثة في حزب شيوعي واحد قوي يخدم مصالح الطبقة العاملة الدنماركية ويقوّي عودها للوقوف بوجه سياسات الأحزاب اليمينية الدنماركية، التي تقضم بالتدريج المنجزات التي تحققت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي على يد الطبقة العاملة الدنماركية وأحزاب اليسار.
ثم تطرّق الى تعقيدات الوضع السياسي في العراق، والى خطة الحزب الشيوعي العراقي وبرنامجه لإنقاذ البلد من الأزمة البنيوية بسبب المحاصصة الطائفية والإثنية. ومن خلال تحالف سائرون الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية يسعى الحزب الى تشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان بهدف التمكن من تشكيل حكومة عابرة للطوائف، حكومة من أصحاب الكفاءات المهنية العالية وشخصيات تتمتع بقدر كبير من النزاهة. 

وناقش المؤتمرون اوضاع الحزب الداخلية وسياسته العامة على صعيد الداخل الدنماركي وعلى صعيد الموقف من الاتحاد الاوروبي. وتركزت النقاشات على مواصلة جهود الحزب لتوحيد الاحزاب الشيوعية الثلاثة:
الحزب الشيوعي الدانماركي، والحزب الشيوعي في الدانمارك، وحزب ثالث بإسم الحزب الشيوعي فقط.

وركز المؤتمر على موضوع البيئة، والمطالبة بخروج الدنمارك من الاتحاد الاوروبي ومن حلف الناتو، وانتقاد حكومة الولايات المتحدة الامريكية بفرض العقوبات الاقتصادية على الدول التي تعارض سياساتها، والتي تقع على كاهل الطبقة العاملة والكادحين في هذه البلدان.
ويشار الى ان للحزب الشيوعي الدنماركي موقف معارض للتدخلات والضغوطات الامريكية على دول ذات سيادة، وعلى الاتحاد الاوروبي، لاسيما دعم اليمين المتطرّف في أوكرانيا. كما أعرب المندوبون عن تضامنهم مع  الحزب الشيوعي الاوكراني في كفاحه ضد القوى اليمينية المتطرّفة، وضد نشر حلف الناتو الصواريخ على الاراضي الاوكرانية. ويرى على الصعيد الدولي بوادر تفكك في الحلف الامبريالي القديم وكذلك في حلف الناتو.

وكانت مشاركة ممثل الحزب في المؤتمر فرصة لتعزير العلاقة والتعاون بين الحزبين الشقيقين، حيث جرى الإتفاق على عقد لقاءات ثنائية بين الطرفين وتبادل المعلومات بشأن مستجدات الأحداث في كلا البلدين.