طريق الشعب
مرة اخرى يحتضن "الريفير بارك" في مدينة دورتموند الالمانية مهرجان جريدة الحزب الشيوعي الالماني، "اونزرة تسايت" (عصرنا)، الذي جرت فعالياته في الفترة 7 - 9 ايلول الحالي. وينظم المهرجان مرة كل سنتين. وتزامن المهرجان هذه المرة مع الاحتفال بمئوية كارل ماركس الثانية، ومرورمئة عام على تأسيس الحزب الشيوعي في المانيا، والذكرى الخمسين لتاسيس الحزب الشيوعي الالماني في عام 1968، بعد حظر الحزب الأم، في سياق الحرب الباردة في عام 1956 .
وكان البرنامج السياسي لهذا العام حافلاً بالقضايا مثل: صعود اليمين المتطرف،اتساع العنصرية والعداء للاجانب، الصدامات بين قوى اليسار والنازيين الجدد في مدينة كمنتس الألمانية، ضرورة تفعيل حركة السلام، نجاحات حركة الاضرابات في القطاع الصحي. وكان البرنامج الاممي حافلا هو الآخر، وتضمن العديد من الفعاليات الرئيسة: طاولة حوار حول الشرق الأوسط، وندوات عديدة تناولت الاوضاع في العراق، وفنزويلا، و60 عاما وكوبا، والصراع المحتدم بين اليسار واليمين في بلدان امريكا اللاتينية، وعودة الادارة الامريكية لسياسة الانقلابات الناعمة والعسكرية والحروب الاقتصادية ضد حكومات اليسار في القارة. وكذلك منع نشاط بعض الأحزاب الشيوعية في شرق اوربا، وغيرها الكثير.
وشهد المهرجان حضوراً للعديد من منظمات اليسار والمنظمات النقابية والاجتماعية وحركات مواجهة الفاشية والسلام والحركة المضادة للعولمة. وشارك في المهرجان 35 حزباً شيوعياً وعمالياً يمثلون بلدانا من مختلف بقاع العالم. ومن منطقة الشرق شاركت في المهرجان وفود مثلت حزب توده ايران، المنبر التقدمي الديمقراطي في البحرين، حزب الشعب الفلسطيني، الحزب الشيوعي الاسرائيلي، الحزب الشيوعي اللبناني، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والحزب الشيوعي السوري (بكداش)، وحزبان شيوعيان من تركيا، وتعذرت مشاركة وفد يمثل رفاقنا في الحزب الشيوعي الكردستاني - العراق لعدم منحهم تاشيرة لدخول الاراضي الالمانية. ، وحزبنا الشيوعي العراقي الذي مثله الرفيق رشيد غويلب.

الشرق الأوسط في مرمى السياسة الامبريالية

وشهدت قاعة المهرجان الرئيسة صباح السبت، طاولة حوار بعنوان " الشرق الأوسط في مرمى السياسة الامبريالية" ادارها غونتر بول سكرتير العلاقات الأممية في الشيوعي ألألماني، وقدم فيها ممثلو أحزاب المنطقة، باستثناء الرفاق الأتراك، مداخلات تضمنت رؤية احزابهم لاستراجية الولايات المتحدة وحلفائها حيال المنطقة. وتضمنت مداخلة حزبنا عرضا لماهية اهداف الاستراتيجية الامريكية حيال المنطقة، وموقف الحزب من الحروب والصراعات الجارية في بلدانها، وانعكاس التصعيد المتزايد للتوتر بين أمريكا وإيران على العراق راهنا ومستقبلا، واعلان التضامن مع الشعب الايراني الجار وقواه الديمقراطية في مواجهة العقوبات الأمريكية الاقتصادية أحادية الجانب، والتي تفتقر إلى غطاء شرعي دولي، مع التذكير بتجربة شعبنا القاسية مع الحصار الجائر. والتشديد على التلازم الشديد بين العداء للامبريالية والنضال في سبيل قيم الديمقراطية والسلام والتقدم.

الشيوعيون والوضع الراهن في العراق

ونظمت في خيمة المهرجان الأممية ندوة عن مفاصل الوضع العراقي الراهن وموقف الحزب الشيوعي العراقي منها. وقدم الرفيق رشيد غويلب عرضا ضافيا لما يدور في البلاد ورؤية الحزب وبدائله على طريق التغيير والاصلاح، وقد شهدت الندوة حضورا لافتا، وركز الحضور في مداخلاتهم واستفساراتهم على طبيعة تحالف "سائرون"، وموقف الحزب من الاستفتاء الذي شهده الأقليم.
ووزع تصريح المكتب السياسي للحزب بالغتين العربية والانكليزية، بشأن ادانة قمع الحركة الاحتجاجية في البصرة، على ضيوف المهرجان وعدد من زائريه. وتم اجراء العديد من اللقاءات والحوارات مع وفود الاحزاب والمنظمات المشاركة في المهرجان. وأجري مع صحيفة الكترونية لحزب الشعب الاشتراكي المكسيكي حوار عما يجري في العراق.
وفي النادي الأممي نُظّم حفل استقبال لوفود الاحزاب المشاركة، القى فيه سكرتير الحزب المضيف باتريك كوبل كلمة ترحيب. وفي صباح آخر ايام المهرجان ودع رئيس تحرير جريدة الحزب الشيوعي الالماني الضيوف بكلمة موجزة. وشهدت 6 مسارح و12 خيمة رئيسة في المهرجان برنامجا ثقافياً وفنياً متنوعاً، كان ابرزها فعالية سياسية – فنية ضد سباق التسلج وللمطالبة بالسلام مع روسيا وحل الناتو، قدم فيها ممثل الحزب الشيوعي الروسي كلمة ضافية، وشهدت الفعالية كلمة لـ ايغون كرنس آخر رئيس لجمهورية المانيا الديمقراطية السابقة، شدد فيها على عدم التزام الغرب بكل المواثيق التي وقعوها قبيل توحيد شطري المانيا، وحضر الحفل ضيوف المهرجان الأمميون، وجرى تقديم الاحزاب وممثليهم من قبل عريف الحفل. وشمل المهرجان سوقاً للكتاب والبوستر السياسي وآخر للاعمال التشكيلية واليدوية. والى جانب ذلك، شارك في المهرجان فنانون المان واجانب معروفون وعدد من الفرق توزعت حفلاتها طيلة ايام المهرجان على مسارح المهرجان الرئيسة.