علاء الماجد

بودي افك باب السنين السود واشرد

بودي افك باب السما المسدود وابعد

بودي لكن خلوا برجلي جرس يشهد عليه

وبس اشـيلن خطوتي الحراس تكعد

ودعت بغداد في 25/5/2012 جثمان الشاعر الشعبي الكبير كاظم اسماعيل الكاطع ومرت به من أمام مبنى المسرح الوطني ببغداد الذي اعلن فيها عن رحيله بعد صراع طويل ومرير مع المرض وبعد رحلات ما بين المستشفيات في المدن المختلفة لسنوات ،حيث نعاه الناعي في الساعات الاولى من صباح يوم الاثنين قبل 6 اعوام في مستشفى الكاظمية ببغداد ، بعد ان تعرض الى العديد من النكسات الانسانية ابتدأت قبل سنوات بوفاة ابنه الاكبر (حيدر) ثم اصابته بالشلل النصفي ومن ثم رحيل رفيقة دربه زوجته ، وعلى الرغم من عدم قدرته على الحركة والنطق بشكل واضح الا انه كان يتمتع بقوة وصلابة وقدرة هائلة على التحدي، فكان يلبي دعوات الحضور في الامكنة الثقافية وتراه متجددا وان لاحت على وجهه علامات الاسى على الرغم من الهموم الثقيلة والعذابات التي ينوء بها . ويعد الشاعر كاظم اسماعيل اﻠﮔاطع قامة من قامات الشعر الشعبي العراقي ، فمنحه عشاقه وزملاؤه الشعراء لقب (مدرسة في الشعر الشعبي) باعتباره مبدع القصيدة الشعبية المصورة ، وله تأثير ابداعي على مختلف الاجيال ، فضلا عن كونه واحدا من ابرز من منح الاغنية العراقية نكهتها المعبرة وحكاياتها الجميلة ، فكانت كلماته تغنى بحناجر المطربين الكبار، فذاع صيتها كأروع ما انتجته الذائقة العراقية ، كما انه من الشخصيات الثقافية المميزة والمحبوبة والمتواضعة . وكاظم اسماعيل الكاطع الحمراني المحمداوي أحد أعمدة الشعر الشعبي الثلاثة في العراق إلى جانب مظفر النواب وعريان السيد خلف. وتعود جذور الكاطع إلى محافظة ميسان وهو من مواليد 1950 م في بغداد، وخريج الجامعة المستنصرية كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية 1974 م ويحمل شهادة الماجستير في الأدب الإنكليزي من إحدى الجامعات الهندية وهو عضو جمعية المؤلفين والموسيقيين العالميين في باريس وعضو الاتحاد العام للشعراء الشعبيين في العراق ورئيسه في دورتين انتخابيتين عام 1993 و1994. كتب الكاطع العديد من القصائد التي غناها الكثيرون ومنهم كاظم الساهر وجورج وسوف وسعدون جابر وفؤاد سالم واحمد نعمة وكريم منصور وقحطان العطار وحسين نعمة وياس خضر وحسن بريسم واشتهر بالكثير من قصائد الرثاء وأشهرها قصيدته في رثاء زوجته والقصيدة التي نظمها في رثاء ابنه الصغير حيدر الذي توفي وهو لم يتجاوز الاثنتي عشرة سنة .

شعره:

تعود بداياته الشعرية إلى الستينيات. بداياته كانت في مدينة الثورة حيث كتب أول قصيدة له، وكانت بعنوان(انتهينه) وهي عبارة عن قصيدة لشاب خابت آماله في الحب. ويقول عن هذه القصيدة أنه كتبها بعفوية لحبيبته حينما كان يمارس وقتها لعبة كرة القدم في نادي الشرطة. القصيدة جعلته ينضم إلى ركب الشعراء المعروفين وقتها ومنهم جمعة الحلفي,عريان السيد خلف وفالح حسون الدراجي وأبو سرحان وكريم العراقي وشاكر السماوي بعد أن دأب على التردد على مقهى الميثاق في مدينة الثورة وبدأ التعرف على شعراء جيله هناك. وقد تأثر بصديقه شاكر السماوي. صدر ديوانه الأول عام 1968 وعنوانه (قصائد دامعة) .. وللكاطع نفس مميز في الشعر باستعماله اللغة العامية الدارجة وابتعاده عن (الحسجة). كتب العديد من القصائد التي غناها الكثيرون ومنهم: كاظم الساهر، جورج وسوف, سعدون جابر, فؤاد سالم,احمد نعمة, كريم منصور, قحطان العطار, حسين نعمة, ياس خضر, حسن بريسم. اشتهر بالكثير من قصائد الرثاء وأشهرها قصيدته في رثاء زوجته والقصيدة التي نظمها في رثاء ابنه الصغير (حيدر) والذي أعدم أو اغتيل شنقاً وهو لم يتجاوز الاثنتي عشرة سنة ولم يعرف سبب الحادثة. وهل كانت انتحارًا أم اغتيالاً من قبل زمر البعث كما قيل في حينها؟!.

نضاله السياسي

عاش الشاعر ضمن عائلة سياسية وعاصر أحداث 1963 وتجربة الحرس اللاقومي مما جعله مؤهلا ليكتب قصيدة هي (رسالة أم) عبارة عن قصيدة على لسان  أم لابنها السجين السياسي في سجن نقرة السلمان القريب من الحدود العراقية السعودية في وسط الصحراء. وهذه القصيدة جعلت الذين حوله يشكون بأنها لشاعر مبتدئ لذا نسبوها لمظفر النواب، ثم بعد ذلك استطاع الشاعر أن يؤكد أنها له. عرف الشاعر بمواقفه الوطنية المناهضة للنظام الحاكم بسبب انتمائه الى الحزب الشيوعي العراقي الممنوع وقتها مما سبب له الكثير من المتاعب.

مؤلفاته

أشهر دواوين الشاعر: قصائد دامعة 1968 بالاشتراك مع الشاعر كريم راضي العماري. - شمس بالليل 1970. - جنه نحلم 1971. - عيد أبو هلالين 1972. - عرس دجلة 1975. - شفاعات الوجد 1999 مشترك مع مظفر النواب عريان السيد خلف. - نعش النهر 1999. - غاب الكمر 2004. - كطرات النده 2004. - نورس حزين 2006. - هل ليل المعرسين 2006.

وفاته

توفي الشاعر العراقي كاظم إسماعيل الكاطع يوم الاثنين 25 / 6 / 2012 في مستشفى الكاظمية عن عمر يناهز الـ62 عاماً بعد صراع مرير مع مرض في القلب، وكانت مراسيم تشييعه في المسرح الوطني وسط بغداد، ودفن في محافظة النجف في مقبرة وادي السلام.