الاستهلاك consumption هو استعمال المنتوج الاجتماعي لتلبية هذه أو تلك من حاجات الناس. ونميز بين (1) الاستهلاك الانتاجي و (2) الاستهلاك غير الانتاجي، الذي يشكل الاستهلاك الشخصي جزءه الاكبر. ان اسلوب الانتاج السائد، في المجتمع، هو الذي يحدد طابع الاستهلاكين الانتاجي، والشخصي، على السواء. ويعتبر انتاج الخيرات المادية نقطة البداية في الاستهلاك والمحدد له. اما الرابطة بين الانتاج والاستهلاك فتتحق من خلال التبادل والتوزيع. والاستهلاك يتبع الانتاج وهو، بدوره، يؤثر فيه. فالاستهلاك يحفز الانتاج، كما ان تخلف الاستهلاك عن الانتاج، وعدم كفاية استهلاك الجماهير، في المجتمعات المتناحرة، يعرقل تطور الانتاج. ان القوانين الاقتصادية في مجتمع ما، هي التي تحدد طابع العلاقة بين الانتاج والاستهلاك. وهكذا، فلا بد في الرأسمالية، من التناقض الصدامي بينهما، فالاستهلاك هنا، يتخلف، دوما، عن الانتاج. وفي ظروف الرأسمالية يتبدى التناقض بين الانتاج والاستهلاك، باجلى مظاهره، في زمن الازمات الاقتصادية، حين تكسد الكتل الهائلة من السلع، رغم تدني الاسعار. اما جماهير الكادحين فهي لا تملك الاموال اللازمة لشراء هذه السلع بسبب بؤسها. ويزداد هذا التناقض تفاقما في ظروف الامبريالية بشكل خاص.

عرض مقالات: