الفقر ليس عيباً. السكوت عليه، وعدم التفكير في إنقاذ الفقراء من براثنه، هو العيب!

كل الرسالات السماوية والإنسانية جاءت من أجل إنقاذ الفقراء. لكن من يتصدى للأمور ويمسك بزمامها، ويجعل من نفسه قيّماً ووصياً على الفقراء، هو الذي يسرق قوتهم ويتركهم يعانون ونسبتهم تزداد يوماً بعد آخر!

هذا ما حصل ويحصل في بلدنا منذ عقود، حيث ضاعت الحقوق بين ارجل ربابنة الحروب والفساد، وظلت حبراً على ورق وشعارات يطلقها المتسيدون والمتصارعون، ومعهم الطامعون بالكراسي والمناصب قبل الانتخابات. فما أن يجلسوا على مقاعد القرار حتى ينسوا كل شيء ويشيحوا بوجوههم عن الناس، بل ويختلقوا الأزمات لينشغل بها الناس بها، فيما هم يسرقون!

والأمثلة كثيرة على الأزمات المتتالية والمتوالدة  دون أدنى بارقة أمل في حل واحدة منها!

هل فكّرنا بحل أزمة السكن وعتق الناس من عبودية الإيجارات، وبناء مساكن تعطي مسحة جمالية لمدننا، أم تركنا الأمور على عواهنها ليبقى التجاوز مشروعاً قائماً بشكل عشوائيات، كي تطفح المجاري وتفيض الشوارع ؟! ويبقى الحق للمتجاوزين إذا كانت الدولة عاجزة عن حل هذه الأزمة !

وهل فكّرنا بتحسين مفردات البطاقة التموينية، أم تركناها تتلاشى شيئا فشيئا، وأقمنا عليها العزاء؟!

وهل فكّرنا بحل أزمات البطالة والتدهور الاقتصادي، أم تركنا الناس في دوّامة  حيرة وتساؤلاتٍ وقيل وقال، وقطعنا قوتهم اليومي بتأخير صرف الرواتب وإيقافها؟!

وهل فكّرنا بالتعليم، الذي يعتبر الأساس المتين لمستقبل أجيالنا ووطننا، أم تركنا الحبل على الغارب  لتفشَي الأميّة وسيادة الجهل وطغيان الخراب؟!

وهل ..؟! وهل..؟! وهل..؟!

بالتأكيد لم ولن نفكّر في أيّ حلٍ، ما دمنا سادرين في الفساد والمحاصصة واللعب على الحبال واطلاق الوعود السرابية!

وبالتأكيد سترتفع  نسب الفقر والأميّة والجهل والمرض والجريمة والانتحار والإدمان على المخدرات، ونصبح طليعة بين البلدان في التخلّف!

صدّقوني، إذا لم نقدم على حلٍ أزمات الوطن والناس، فستزداد أزماتنا الذاتية أيضاً، ونظل ندور في حلقة فارغة. بل سيزداد الطين بلّة، ويضيع كل شيء، وعندها لن يرحمنا التاريخ أبداً !

علينا أن نتدارك الأمور سريعا قبل أن ينهار كل شيء ، وليس بامكاننا نسيان ما حصل للسالفين على مر التاريخ، عندما رضخوا مستسلمين  ولم ينتزعوا حقوقهم بأيديهم ويحموها ويعززوها.