كل الشرائح والطبقات الاجتماعية كانت لها مشاركات في هذه الانتفاضة الجماهيرية والثورة العارمة التي شكلت نموذجاً كبيراً للعراق وأهله واصبحت محط اعتزاز، فهذا اشترك مباشرة وساهم في الانتفاضة بروحه وجسده وحضوره اليومي، وذاك شارك في أوقات معينة وحسب ظروفه وآخرون قدموا الدعم المادي والمعنوي وكانت لابناء الوطن في الغربة مواقفهم الداعمة والرائعة وبذلك ضربوا الأمثلة وقدموا صورا جميلة للعراقي الشهم. اذاً الجميع من أبناء الوطن ساهموا بقوة وإخلاص ووطنية عالية.
وكان الرياضيون واعلامهم ولاعبو المنتخبات الوطنية ونجوم مختلف الألعاب الرياضية وادارات الأندية والفرق الشعبية قد تواجدوا في ساحات العز والشرف وعبر الكثير منهم وخاصة نجوم المنتخبات الوطنية عن صدق مشاعرهم.
فلو اخذنا الجانب الرياضي لوجدنا ان رياضتنا بمختلف العابها عانت وتعاني من تخلفها الكبير عن قريناتها من دول الجوار والمنطقة والقارة التي كنا قد سبقناها باشواط بعيدة.
فالمؤسسات الرياضية ظلت بلا قوانين نافذة، إضافة الى اهمالها للرياضة المدرسية التي هي أساس رياضة الوطن.
ولم تعط رياضة المرأة دورها، بينما وجدنا كل دول العالم ودول القارة الآسيوية وعموم البلدان العربية، أعطت للمرأة دورا استثنائياً واضافياً.
علما ان للعراق قصب السبق في مشاركة بناته في الألعاب الرياضية منذ منتصف القرن العشرين، وقد تسنى للفتاة العراقية ان تلعب كرة القدم في الساحات المكشوفة عام 1973 وذلك على ملعب الكشافة بين فريقي كلية التربية الرياضية وكلية العلوم.
وقد لعبت بناتنا قبل هذا التاريخ باعوام العاب الساحة والميدان وكرة السلة والطائرة وكان لرياضياتنا حضور في انتفاضة شعبنا ومشاركة اشقائهن الرجال شعورا منهن بسعي القائمين على الأمور اهمال دورهن واضعاف مشاركتهن لان البعض من هؤلاء يعتبر المرأة (عورة) بينما الخيرون يعتبرونها ثورة وثروة للوطن ولرياضته.
لقد كانت للرياضيين أدوار مهمة في هذه الانتفاضة والسعي من اجل الإصلاح والتغيير وإعادة بناء الواقع الرياضي الذي عانى الفساد والتخريب وغياب الكفاءات والخبرات الوطنية إضافة الى التمييز والطائفية، ما ابعد كفاءات وخبرات عن الوطن وابنائه.
لقد تفاعل أبناء الرياضة والمتخصصون فيها والمهتمون في شأنها وتوجهوا الى ساحات الاعتصام ونصبوا خيامهم وتآزروا مع اخوتهم وتذاكروا مع أبنائهم بخصوص هذا المستوى المتداعي والضعيف لرياضة الوطن.
وكانت لنجوم الكرة مواقف مشرفة ورائعة تجاه ثورة الشعب وانتفاضته الكبيرة رغم حساسية الموقف خاصة انهم يلعبون مباريات دولية ضمن تصفيات كأس العالم والأمم الآسيوية.
وقد نقل الاتحاد الدولي (فيفا) مبارياتهم الى الأردن لسلامة اللاعبين، لكن لاعبينا أبوا السكوت وعبروا عن مشاعرهم. فالمبدع صفاء هادي ارتدى كمامة لمقاومة الدخان تعبيرا عما يعانيه أبناء وطنه في ساحات العز والشرف وشاهدنا لاعبي المنتخب الوطني عندما سجلوا هدفا في مرمى المنتخب الإيراني وقرأوا سورة الفاتحة على شهداء الوطن.
وكان جمهور التحرير وكل ساحات الشرف يهتفون لميمي وزملائه، واليوم وجدت على حجابات جسر السنك عبارة اعتزاز (ميمي – العراقي). وكان الحارس محمد حميد قد صرح قائلاً: نحن لا نلعب كرة قدم فقط بل نحس باننا جزء من شعبنا الثائر.
وكان اغلب لاعبي المنتخب الوطني قد حضروا الى ساحة التحرير وتفاعلوا مع الثوار ولم يخشوا من حسابا او عقوبات.

عرض مقالات: