(لا للعهدة الخامسة) هو الشعار الأبرز، الى جانب شعارات (بركات.. لا نريد العهدات) و(يا أبو يحيى يا سعيد.. الشعب ليس سعيد)  الذي رفعت في الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي  اندلعت  يوم ٢٢ شباط ٢٠١٩، في المدن الجزائريّة، بما فيها العاصمة، للمطالبة بعدم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقه لفترة رئاسية خامسة، في الانتخابات المزمع إجراؤها  يوم ١٨ نيسان المقبل. 

تستمر الاحتجاجات رغم قرارات حظر سابقة   صدرت في ربيع عام ٢٠١١، فيما يتشدد موقف السلطات التي حاولت التضييق على الاحتجاجات عبر مختلف الوسائل منها إيقاف مؤسسات المترو والشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديد المتجهة نحو وسط العاصمة لمنع وصول المحتجين إلى مركز العاصمة. كما واستخدمت الغازات السامة لقمعها، الى جانب تشويه معالمها عبر حملة إعلامية كبيرة قامت بها أجهزة اعلام السلطة ومناصريها، عبر التلويح بان هذه التظاهرات ستنتج عنها أوضاع شبيهة بما حدث في سورية، رغم تمسك الاحتجاجات بطابعها السلمي.

بدت السلطات الجزائرية مرتبكة في مواجهة الاحتجاجات، فلا هي قادرة على انهائها ولا هي مستجيبة لمطلبها الداعي الى ترشيح شخصية أخرى من الحزب الحاكم نفسه وخاصة وأن الاحتجاجات تتوسع بعد انضمام اقطاب المعارضة الجزائرية اليها، بشخصياتها المعروفة، فقد شاركت في التظاهرات ايقونة المقاومة الجزائرية جميلة بوحيرد، وهي أحد ابزر رموز ثورة التحرر من الاستعمار الفرنسي، وعلي بن فليس رئيس الوزراء السابق، وعدد من الوزراء السابقين.

يصر الحزب الحاكم في الجزائر، حزب جبهة التحرير الوطني، على ترشيحه بوتفليقه، رغم شيخوخته وامراضها ووجوده على كرسي متحرك، وكأن لا بديل عنه حتى من بين قيادة الحزب الحاكم، اما هو فيبدو ان غيبوبته جعلته لا يدرك الرفض الواسع له، وبدلا من خطاب يستجيب به للمطالب، وجه رسالته الى الشعب قائلا (بطبيعة الحال لم أعد بنفس القوة البدنية التي كنت عليها، ولم أخف هذا يوما عن شعبنا، إلا أن الإرادة الراسخة لخدمة وطني لم تغادرني قط، بل وستمكنني من اجتياز الصعاب المرتبطة بالمرض).

يعكس إصرار بوتفليقة المضحك، صورة مكثفة لمهزلة عقلية حكام الأنظمة العربية وتمسكهم بكرسي السلطة الذي لا يغادرونه الا عبر تكلفة عالية تقدمها الشعوب عبر تضحيات لا تعوض، فحتى الانتخابات التي يراد منها التداول السلمي للسلطة، جعلوها بابا لإعادة تربعهم على كرسي السلطة، محاولين إعطاء شرعية مزيفة لحكمهم وحكم احزابهم.

عرض مقالات: