چن تينة ربيع اتهز ثمرها ابگلب البساتين

چن ماي الحصو الابيض ...

ايهلهل روج ويزهلل

واشيل اترابك اعله الراس

لبيوت الگصب ...

والغاگه والغرنوگ ... وانهلهل

هله وليدي ... هله وليدي

هله وليدي ...

الضوة بيك الچباشه الظلمه والمنزل..

 مظفر النواب

 كلي انبهار بهذا الاصرار في أن تكون، وكل من يصر لأصرارها، يتوه دلالا في فنائها.

 الاهوار ..

 نعم الاهوار التي لم تكتف بسومر العظيمة، ولا بسحر جمالها الذي سلب من الروح سره، ولم تكتف بثورة فلاحها المتيم العاشق،  ولا بسنين القحط والجفاف والفقر والجوع والدمار .. لا هذا ليس كاف لأن تهدآ وتسكن وتركن بعيدا.

 الأهوار، سؤال يفوقني قدرة وعلم وعشق ونفس طويل كغزال هارب هارب هارب دون بلوغ . هل هي الكلمة التي نطقها الاله، فقسمت نواة الذرة وأدارت الكون حولها ، الأهوار هي من علمت الانسانية ما لم تعلم ..

 اليوم في مدينة بيروت في غاليري آرت سبيس حمرا يقام  وبإجلال معرض فني بعنوان ” بين نهرين ”  الى أهوار سومر العظيمة .

 يقيمانه الفنانان العالميان كل من الفنانة العراقية التشكيلية ليلى كبة و الفنان العراقي الفتوغرافي إحسان الجيزاني . كبة و

 الجيزاني لم يكن هذا معرضهما الاول عن الاهوار، بل كان لهما معها عمر من الاصرار و الكفاح لا بد أن تكون . لم يكتفيا لأن تكون الاهوار حلما او شعارا او قضية، لم يكتفيا كبة والجيزاني بنجحاتهم وإنجازاتهم وسيرتهم التي طالت العالم، لم يكتفيا الا بعشق يفوق وعييهما، عشق العائم على الماء ما أن يغفيا حتى يفيق قصبها وقواربها وتتلو أهازيجها الصغار، وبين الازرق والاخضر يأتين بناتها بسواد كحلهن يكلمن الماء، والضوء عليها كالشك بين الرؤية وضلالها، عائم كل شيء فوقها بهدوء عريض، كل الاخضر و

 الاحمر والجاموس والسنابل وتين الربيع والريحان وصوت القطار، حتى هي، بوقفتها بمجدافها بشوقها وصبرها عائمة بكل إجلال .

 هكذا يمتزج اللون و الضوء ..

 ليلى كبة اسم ولد في مدينة العمارة في جنوب العراق، شغفت في دراسات الفنون . أجتهدت لأن تعطي لصوتها وفكرها تعبيرات تشكيليه في ساحات المعارض الفنية في اي مكان تقيم فيه، سواء كان في الندن، الولايات المتحدة، أبوظبي / الامارات العربية

  المتحدة، وبيروت / لبنان، هذا عدا تجولها في عمان / الاردن.

 تشكيلاتها التعبيرية الاولى كانت حنين و مشاعر طاغية و وفاء وعشق بكري للوطن، للعراق، للعمارة، للأهوار، لكل تفاصيلها و وجوهها واسمائها ورائحتها وحتى الاصوات كانت تجد لها تشكيل يعبر عنها في لوحاتها. كان تقف امام القماش تائهة بين كل هذا الاجتياح الطاغي عليها، و ما أن تبدأ بضربة فرشاة حتى تصارع التشكيل و الحنين الصاخب في اعماقها، هنا ضربات قوية و هناك تفاصيل صعب تجاهلها، واللون عند ليلى كبة هو من يشكل تعبيراتها، هو الطاغي على الشكل، بقوة ..هو ما سيجذب انتباهك من اول طرفة عين ..

 العراق مر في الكثير من المراحل القلقة والمتعبة والتي تنقطع لها الانفاس، وهذا مجهد للغاية وثقيل ومؤلم على ابنائه اينما رحلوا لهذا كان لابد من ليلى كبة ان تستدير نحو الضفة الاخرى .. وقفة تأمل لما يجول حولها.. من طبيعة و بشر و مدن و اصوات تدركها و

 اخرى تكتفي بصمت، وقفة كان لها مخرجات تعبيرية باسلوب كبة التشكيلي.. كان لا بد من هذه الوقفة، ليكون معرض اليوم ” بين    نهرين ’’ المعرض الفني الذي تشترك فيه مع الفنان الفتوغرافي إحسان الجيزاني، الملقب بالمصور الثوري.. الذي اعاد ليلى كبة الى حنينها الى الاهوار، وهذا ما يجيده الجيزاني.

  إحسان الجيزاني اسم ولد في بغداد عاصمة العراق، عشق الضوء والصور اليومية بشخوصها وظلالها التي تمر امام عينيه كشريط فلم صوري. الجيزاني كافح بإصرار مميت لأن يحقق حلم طفولته، ودهشتة الأولى، واصراره الثابت الى هذه اللحظة .. لن أكون غير مصور فتوغرافي محترف. لم يكن للحظة عاجز عن تحقيق ولو جزء من جزء صغير من حلمه وان كان ذلك في أحلك  الاوقات.

إحسان الجيزاني الذي استمر بشكل دوري منتظم سنويا منذ عام ٢٠٠٢ الى ٢٠١٨ بأفتتاحات معارض فتوغرافية فردية موضوعاتها متنوعة بين العراق الوطن والانسان والبيئة في مختلف البلدان سواء المانيا حيث مكان استقراره، بريطانيا، فرنسا، النمسا، اليونان، اسبانيا، اميركا  و البحرين والعراق . هذا عدا معارضه المشتركة مع فتوغرافين عالمين . هذه المساحة العريضة للجيزاني في أوروبا شجعته لعمل افلام وثائقية للعراق بأسلوب فني متقن، لتنال هموم وجماليات العراق ثقافة صورية في الساحة الأعلامية الأوروبية.

 ثقافة الصورة كانت جل اهتمام الجيزاني..أن يتميز بثقافته الخاصة للصورة،  كيف له ان ينقل من خلالها هموم وطنه وافكاره بالصورة التي تجيد رؤيتها العين الاوروبية. كان لا بد له من التجارب والاطلاع والسفر لكثير من البلدان التي تحمل الكثير من الروىء العريضة التي تتسع لمفاهيمه، كان لا بد من الاندماج مع مصورين اوروبيين و مزاحمتهم، ومن المزاحمة تبدأ رحلة أرتقاء الضوء وثقافة الصورة عند الجيزاني.. كان التحكيم والمسابقات اكبر رهان لإحسان الجيزاني، أن صوره أرتقت لرؤية خاصة تميزه دون غيره، لرؤية تعطي بعد للواقع و تمنح الزمن فسحة ليواصل أحداثه في صوره، لرؤية واضحة تراها العين الأوروبية بإنبهار .. نعم إنبهار ..لأن الأهوار لا تجيد غير الأنبهار والإجلال لها. وإحسان الجيزاني يجيد بإدمان عشقه للأهوار.

كانت رحلاته للأهوار المتواصله باستمرار تفتح له عدسات من الرؤى، سترى بين الرؤى الأخضر الكثيف، يقف الضوء عند الأسود  المشدود بعمق على قارب ضحل عريض، هكذا تستشعر الهدوء، هكذا يستغرق الجيزاني ببساطة متناهية. حتى القوارب البعيدة المعتمة بشخوصها سترى بوضوح أن الضوء حكايتها، وتفاصيلها وأسرار ضحكات بعيدة، هكذا تستشعر تدفق الضوء عليك بإجلال، هكذا يجيد الجيزاني النحت بالضوء، حتي أللون يصيغه بالضوء. بقوة تنظر اليك عيونهم بوجوه ثابته .. قد تربكك لوهلة عفويتها، وقد تأخذك ألتفاتاتهم إليهم، هكذا يرتقي الجيزاني بثقافته للصورة.   

 اليوم عندما تكتب اسم احسان الجيزاني في غوغل ستجده ملتحم بصلابة ونبل وفخر ونجاح يتلوه نجاح وصيت يعلو ويعلو بالأهوار وبالعراق وبكل أطيافه الأصيلة.

 الى كل من كافح ويكافح من أجل أهالي الأهوار والأهوار، إليكم مني الطويل من الإنحناء.