طريق الشعب
عقد منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد السبت الماضي، جلسة حواريةاستذكارية عن المسرح الريفي العراقي في سبعينيات القرن الماضي، ضيّف فيها "تجمع الفرق المسرحية الأهلية".
حضر الجلسة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق أيوب عبد الوهاب وأمين سر الجمعيات الفلاحية ضياء الربيعي، إلى جانب جمع من المثقفين والفنانين الذين واكبوا مسيرة المسرح الريفي العراقي، وساهموا فيها.
وبعد أن دعا مدير الجلسة الإعلامي والفنان سمير العبيدي، الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لذكرى الفنان الشهيد كاظم آلوس (مدير فرقة المسرح الريفي التابعة للمؤسسة العامة للثقافة الفلاحية، الذي استشهد على أيدي جلاوزة البعث مطلع ثمانينيات القرن الماضي) وبقية شهداء الحركة المسرحية، تحدث عن "تجمع الفرق المسرحية الأهلية"، مشيرا إلى ان التجمع أقام العام الماضي مهرجانا مسرحيا متميزا، رغم إمكاناته البسيطة.
بعد ذلك تحدث المخرج د. صبحي الخزعلي، الذي أخرج عددا كبيرا من الأعمال المسرحية لصالح فرقة المسرح الريفي في بغداد، عن تأثير المسرح الريفي على شريحة مجتمعية واسعة، خاصة بعد تأسيس فرق مسرحية ريفية في معظم المحافظات العراقية، مشيرا إلى ان المسرح الريفي شهد تطورا تقنيا في سبعينيات القرن الماضي "حين تم استخدام السينما ضمن العمل المسرحي".
بعدها عاد مدير الجلسة ليتحدث عن جهوده التي بذلها مع الفنان خالد عودة، لتوثيق نشاطات الفرق المسرحية الريفية العراقية، في كتيب يأملان ان يطبع في القادم من الأيام.
وساهم الأستاذ عبد الجليل علي، الذي كان قد شغل منصب معاون مدير في الثقافة الفلاحية، في الحديث عن بدايات المسرح الريفي، معربا عن اعتقاده ان فكرة هذا المسرح جاءت تأثرا بالمسرح الصيني.
وذكر علي انه في فترة مبكرة من بدايات المسرح الريفي، كتب مسرحية عنوانها "الكوخ"، وانتجها بالتعاون مع بعض اصدقائه الفنانين، كونها لم تلق دعما ماليا من قبل الدولة.
فيما أعرب الفنان جمال الشاطي، الذي ساهم هو الآخر في بعض أعمال المسرح الريفي، عن أسفه لعدم أرشفة تلك التجارب المسرحية، لافتا إلى ان أولى تلك التجارب التي كانت موجهة للفلاحين، انطلقت في مدينة واسط، وذلك حين اقدمت نقابة المعلمين على تشكيل فرقة مسرحية فلاحية متجولة بالتعاون مع دائرة زراعة الكوت.
الفنان طه رشيد، الذي كان قد عمل ممثلا في فرقة المسرح الريفي منتصف سبعينيات القرن الماضي، تحدث عن مسرحية "الدولاب" التي مثل فيها دور البطولة، والتي هي من تأليف الراحل طه سالم وإخراج د. صبحي الخزعلي، مشيرا إلى ان المسرحية التي مثلت فيها إلى جانبه الفنانة الراحلة زكية خليفة والفنانة سعدية الزيدي، عرضت في معظم محافظات البلد.
وتطرق رشيد إلى المعاناة التي عاشها الفنانون العراقيون بسبب الرقابة التي كان يضعها النظام الدكتاتوري المباد على أعمالهم، فضلا عن محاولاته استغلال أي عمل فني من أجل الترويج لفكره وسياسته.
ثم تحدث عن تجارب مسرحية عديدة مع الفلاحين، مستشهدا بالتجربة التي خاضها الفنانون من الأنصار الشيوعيين، أيام الكفاح المسلح في ثمانينيات القرن الماضي ضد النظام البعثي المباد، إذ كانوا يتنقلون بين قرى كردستان ليقدموا أعمالهم المسرحية الهادفة.
وشهدت الجلسة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، بينهم السيد ضياء الربيعي، الذي أشار إلى أهمية المسرح الريفي في نشر الوعي بين أوساط الفلاحين، أعقبه الفنانون سعد كامل السامرائي وطه درويش وكاظم خضير وعدنان شلاش ود. زهير البياتي، في الحديث عن جوانب مهمة من تجربة المسرح الريفي.
وفي الختام وزع الرفيق أيوب عبد الوهاب برفقة السيد ضياء الربيعي، قلادات وشهادات تقدير على العديد من الفنانين الذين ساهموا في رص اللبنات الأولى للمسرح الريفي العراقي.