قال عريف الحفل:"عن رواية اللحية الأمريكية – معزوفة سقوط بغداد – من العراق الروائي الفائز عبدالكريم العبيدي".
رد الجمهور الكبير الذي اكتظ به مسرح الأوبرا في حي كتارا الثقافي بموجة تصفيق. نهضتُ، ونهض معي العراق، سرت باتجاه منصة التتويج فسار العراق معي خطوة اثر خطوة. وفي لحظة الفوز بالجائزة، في لحظة استلام درعها الثمين، استلم العراق انتصاره، وتوج بجائزة كتارا للرواية العربية 2018.
كنت الروائي العراقي الوحيد من بين كل الفائزين العرب، شرف كبير أن أمثلك يا عراقي الحبيب وأمثل الرواية العراقية في هذا العرس الثقافي الكبير، شرف عراقي تعانقنا أنا والعراق بارتدائه بعيون دامعة، وبقلب واحد يهتف: مبارك للعراق، مبارك للعراق، مبارك....
حالما انتهى الفائزون من التقاط الصورة الجماعية الرسمية، وفي لحظة فرح لا تنسى فاجأني الشاب العزيز "ياسين"، ابن العزيز القاص الدكتور فرج ياسين وهو يوجه جهاز موبايله ويردد: الآن على الهواء مباشرة. مبدعنا الروائي العراقي عبدالكريم العبيدي في لحظة الفوز بجائزة كتارا – بث مباشر - يحدثنا عن مشاعره وهو يرفع رأس العراق ويزف بشرى الفوز بكتارا للعراق. لم أكمل حديثي، اقتحمه فجأة العزيز الدكتور خالد علي ياس وعانقني مردداً: عاش العراق، مبارك لنا بك يا عبيدي. ثم فوجئت بالمخرج العراقي العزيز قاسم حول وهو يعانقني بحرارة وينهال علي بالقبلات والتهاني مرددا: رفعت رأس العراق يا عبيدي. ثم عانقني فجأة وبحرارة عراقية معهودة وصحبة قديمة أخي العزيز الدكتور حيدر سعيد وهو يردد بفخر: رفعت رؤوسنا يا عبدالكريم، رفعت رأس العراق.. التفت الى الخلف وفوجئت بالدكتورة العزيزة نادية هناوي وقد صعدت خصيصا لتهنئتي وتشاركني في فرح العراق البهي وظلت تردد مبارك لك، مبارك لنا، مبارك للعراق. وقبل أن أختم هتافي الوحيد للدكتورة هناوي: مبارك للعراق، فوجئت بالعزيز الدكتور نجم عبدالله كاظم وهو يصعد متوجها نحوي بوجه باسم وملامح فخر وهو يردد فرحا: مبارك لك، مبارك للعراق، أنت الفائز العراقي الوحيد في هذه الدورة، مبارك لنا، مبارك للعراق.
كان العراق في كتارا يحتفي بفوزه، يلتقط صورته الجماعية المبهرة. وكان بريق الدموع يمتزج مع ابتسامات الفرحة الكبرى، حتى غدت الوجوه، وجوهنا، وجه العراق الجمعي المنير في أبهى ملامحها العراقية السومرية الآشورية البابلية، في مسرة سردية ثقافية عامرة بالمحبة وبالانتصار وبجائزة كتارا.
لم أكن وحدي، ولم تستمر وحشة الغربة في فندق روتانا المكتظ بالأجانب. فجأة تحررت من ضنك الوحدة ووخزات الشوق للعراق ولأسرتي ولجريدتي ولأحبتي، وللعودة لإكمال روايتي الجديدة "نهاية عرش". فجأة وجدت نفسي في حضن عراقي يسعني، حضن دافئ شممت فيه رائحة طين دجلة والفرات، وسمعت حفيف سعف نخيله، ولمست هيبة جباله.
لم يكتف العزيز د. حيدر سعيد بصعوده الى مسرح الأوبر لتهنئتي – تهنئة العراق، بل أصر أن يقيم لي مأدبة عشاء فاخرة في نادي "غولف كلوب"، احتفاء بي وبفوزي – فوز العراق الكبير، مع جولة ليلية لا تنسى كان العراق ثالثنا الأجمل والأحب. كان العراق في كتارا.
ما أجملك يا عراق يا ولّاد المبدعين على مر العصور. يا أعظم رحم وهب للبشرية أعظم الحضارات والتراث الانساني الثر.
دمتَ سعيداً بأبنائك يا عراق
ودمتُ سعيداً بك، سعيداً وأنا أهبك فوزي بكتارا، وأدعك ترفل بالفرح.