المقدمة
وما تستأهلون سوى عيوني فهاكم فيضها القا ودمعا
وغيري – ربما – طمعا وخوفا لغيركم أتى كرها وطوعاً
ولكني لكم اشعلتُ نبضي وكان القلب طول الدرب شمعا

يا وثبة الفهد
من طاول النجم حتى طاله وسما ومن على افقنا أحلى الرؤى وسما
ومن تناوش قرص الشمس مرتقياً وفوقه رغم ذياك اللظى رسما
جنح الحمائم البيضاء قوادمه كما خوافيه ان رفّت وان جثما
بيضاء من غير سوء منذ ان خلقت ولم تزل كفكم انتم فقط قسما
نهج وراح وقلب فاض طافحها للناس حباً، وفاض الآخرون دما
*********
يا مثقل القلب بالاعوام مبتدأ تجري بك الريح أنى شئت مُقتحما
فوق الثمانين لكن ما حنته ولا سارت به واثباً الا علا قمما
عمر النخيل اذا طال الزمان به مد الجذور بحضن الارض ملتحما
وناول البدر مما يُجتبى كرما من شوقه السعف عبر السحب ملتثما
أنفَ الجبال سخياً شامخاً ابداً ما كان إلاكَ في الطوفان مُعتصما
*******
يبقى شراعك مهما ارتد من سفن مهما تلاطمت الامواج ما هُزما
تبقى كما انت ما لطخت ثوبك او مُدت يداك اذا ما غيرك اغتنما
تبقى كما انت لا سيفا رفعت ولا اهلا ذبحت وظل الغير مُتهما
واجهت بالحب حقدا كنت غايته وأروع الثأر ما أبدلته كرما
إذا اشتكى لك ثغر الارض من ظمأ هطلت ما يشتهي او تشتهي دِيَما
********
وذات صحوٍ أفاق الكادحون على تلك الاغاريد إذ انشدتها نغما
وكنت وحدك زحف الثائرين فما إلاكَ حوّلَ جمع الثائرين فما
فمُ تشاركه الدنيا مرددةً وتستجيب فقد اصغت اليه سما
وسوفَ.. ثانية تصحو الجياع إذا اشهرت رايتك الحمراء مُحتدما
تقودها صوب ما تهفو له: "وطن حر وشعب سعيد والشغيل حمى
وشحت قلبك بالنهرين عن ولع كما احتضنت الثرى والنجم بينهما
وصد صدرك عن هذي الربى وجعا لمّا سواك على ظهر (العراق) رمى
رأيته يقظة او حالما وطناً إذا رآى آخر في آخر حلما
ورمته واحداً إذ رام غيرك ان يقطع الواحد المجروح مقتسما
وشمته في جبين الارض خارطة وفوق خد السما لوّنتهُ علما
******
يا وثبة الفهد كم ساحٍ وثبت بها وكم ربضت على ميدانها هرما
غداً ترف على النهرين رايتك الـ شماءُ تمسح عن جفنيهما الألما