بغداد – طريق الشعب

اعتبر تحالف "سائرون"، امس الأربعاء، "الهجمة غير المسبوقة" التي استهدفت تمزيق صور المرشحين و"العبث التخريبي" بكل وسائل الدعاية الانتخابية، والتي كان لتحالف سائرون "حصة الأسد" منها، "سلوكاً منحرفاً" يخل بقواعد التنافس الانتخابي، وفيما وصف زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، تمزيق الدعايات الانتخابية، بـ"الامر القبيح"، كشفت مفوضية الانتخابات، عن تسجيل مئات الخروق في الحملات الدعائية ضد مرشحين وكيانات سياسية.

ومنذ الايام الاولى لبدء الدعاية الانتخابية، انتشرت ظاهرة تمزيق وحرق وسرقة صور المرشحين للانتخابات البرلمانية، وطالت العديد منها مرشحي ومرشحات تحالف سائرون في بغداد وذي قار وواسط.

الاحتفاء بالديمقراطية

وقال رئيس تحالف "سائرون" الدكتور حسن العاقولي، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "انطلاق الدعاية الانتخابية للاستحقاق التشريعي مناسبة لتأكيد الاحتفاء بالديمقراطية التي اختارها شعبنا العظيم منهجا لحياته السياسية وطريقا لبناء الوطن على اسس راسخة من قيم العدالة والحرية والمساواة"، مضيفا "ولابد من التأكيد هنا على ان الصور واللافتات ليست سوى وسائل لتعريف الجمهور الكريم بالمرشحين لكي يكون على بينة من خياراته وهي بالتأكيد ليست بديلا عن معرفة كل شريحة من الجمهور بأهداف ومشاريع التحالف السياسي او الكيان القريب من تطلعاته".

هجمة غير مسبوقة

وتابع العاقولي، في البيان، "وقد شهدت الايام القليلة الماضية هجمة غير مسبوقة استهدفت تمزيق صور المرشحين والعبث التخريبي بكل وسائل الدعاية الانتخابية وكان لتحالف سائرون حصة الاسد من حملة التخريب هذه"، ماضيا بالقول "اننا في تحالف سائرون نرى في السلوك المنحرف اخلالا بقواعد التنافس الانتخابي الطبيعي ورفضا لجمهور الانتخابات كخطوة لابد منها لضمان التداول السلمي للسلطة عبر نتائج صناديق الاقتراع".

سلوك تخريبي

واردف العاقولي "كما اننا في سائرون لا يمكن ان نجد تفسيرا لهذا السلوك التخريبي المنحرف الا في احساس بعض القوى السياسية بتضاؤل حظوظها في الانتخابات المقبلة نتيجة النقمة الشعبية ردا على تصاعد مستويات الفساد الى مستويات غير مسبوقة، فضلا عن النتائج الكارثية التي كادت ان تذهب بالوطن الى هاوية لا قرار لها بسبب فسادها وفقدانها لأبسط المقومات المطلوبة لإدارة الدولة.. ان شعور الخاسرين هذا هو الدافع الاساس لهذا السلوك".

ظاهرة مدانة

وطالب تحالف سائرون "مفوضية الانتخابات برصد جاد لهذه الظاهرة المدانة وتشخيص منفذيها واحالتهم الى القضاء، وعد هذا السلوك نشاطا تخريبيا يستهدف العملية السياسية".

"امر قبيح"

بدوره، قال زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، في رد على سؤال بشأن رأيه بمن يقوم بتمزيق الدعايات الانتخابية، ان "الاعتداء على الدعايات الانتخابية وبصورة غير ادبية امر قبيح".

واضاف "اننا نضع بين ايديكم لإزالة بعض الدعايات الاستفزازية او التي تستعمل اسم الجهاد للسياسة او التي تعتدي على الشهداء الابرار او ما شابه ذلك او اي دعاية فيها خرق قانوني، ابلاغ الجهات المختصة عنها وان لم تقم بواجبها، ابلاغ الجهة العائدة لها (الدعاية) لرفعها فورا"، مشيرا الى انه "في حال لم تقم الجهة بذلك، فإحالة الامر الى وجهاء المنطقة وحكمائها، والا فالاحتجاج السلمي".

تسجيل تجاوزات

من جهته، قال عضو مفوضية الانتخابات، حازم الرديني، في تصريح صحفي، ان "لجان المراقبة في بغداد وكل المحافظات مستمرة في مراقبة وضع لوحات الدعايات الانتخابية للمرشحين وتسجل اللجان التي خرقت المعلومات وتبلغ الكيانات بإزالتها خلال 3 ايام"، مبينا انه "في حال انتهاء المدة المحددة سيتم مجلس المفوضين اتخاذ القرارات بخصوص التغريم".

وبين ان "عدد الخروق التي سجلتها اللجان تصل بالمئات بخصوص استخدام اماكن غير مخصصة لعرض الدعاية الانتخابية ".

وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد شكلت لجانا ميدانية للرصد والمتابعة بالتعاون مع امانة بغداد لمراقبة خروق حملات الدعايات الانتخابية للمرشحين والأحزاب، مؤكدة انها ستحاسب كل من يخرق قانون رقم 11 الخاص بقواعد الدعايات الانتخابية والذي تصل فيه العقوبة الى غرامات مالية او قانونية ومنها سحب رخصة ذلك الحزب من الترشيح، او منعه من الترشيح لدورتين برلمانيتين متتاليتين.

اتلاف 6 ملايين بطاقة انتخابية

من طرفه، قال  المتحدث باسم مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات، كريم التميمي، في تصرح صحفي، ان "المفوضية شكلت لجنة لإتلاف بطاقات الناخبين المسترجعة"، موضحاً ان "عددها يبلغ نحو 6 ملايين بطاقة انتخابية".

وبين التميمي ان "إتلاف البطاقات سيجري بالتنسيق مع وزارة الصناعة والمعادن بعد ان طلبت منها المفوضية مكائن لإتلاف تلك البطاقات القديمة، بوجود وكلاء الكيانات السياسية ووسائل الاعلام للتأكد من العملية وطمأنة المواطن بسلامة العملية الانتخابية".

وثيقة شرف انتخابية

الى ذلك، وقعت الأحزاب والجهات السياسية في إقليم كردستان المشاركة في الانتخابات التشريعية، امس الأربعاء على "وثيقة الشرف الانتخابية.

وبرعاية بعثة الأمم المتحدة وقعت تلك الأحزاب وبإشراف مباشر من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على تلك الوثيقة في أربيل عاصمة الإقليم.

وبحسب المعلومات المتوفرة، فان جميع الأحزاب، والكيانات، والقوائم المشاركة في الانتخابات في كردستان قد وقعت على تلك الوثيقة باستثناء حركة "الجيل الجديد" بزعامة "شاسوار عبد الواحد".

وعقب مراسم التوقيع عقد يان كوبيش المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مؤتمرا صحفيا دعا فيه الأحزاب، والجهات السياسية الموقعة الى الالتزام بما تضمنته الوثيقة من فقرات وبنود.

واكد كوبيش ان وزارة الداخلية طمأنت البعثة بالحفاظ على سير العملية الانتخابية، قائلا ان "هذه العملية لا تجري في إقليم كردستان فقط بل تشمل جميع انحاء العراق".

واعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة عن سعادته بما اسماه زيادة عدد المرشحات النساء في التنافس على المقاعد النيابية في الدورة المقبلة لمجلس النواب العراقي.

وتتضمن الوثيقة "إدانة أي خطاب طائفي أو عرقي، ورفض العنف، إضافة إلى الامتناع عن استخدام وسائل الضغط كالتهديد أو التحريض أو إجبار الناخبين على التصويت".