اعتمد ظهور الصناعة على التطورات التي عاصرتها الحضارات والشعوب، فاستطاعت بعض المجتمعات البشرية أن تتحول من مجتمعات رعوية وزراعية معتمدة على رعي الماشية والزراعة، إلى مجتمعات صناعية متطورة ومتقدمة تمتلك مجموعةً من المؤسسات والمنشآت التي تحول المواد الخام المنتشرة على سطح الأرض أو الموجودة داخلها إلى صناعة وإنتاج متنوع ،وأخذت جميع الدول والبلدان في العالم تفتخر بصناعتها الوطنية، وتسعى معظمها إلى تنمية اقتصادها الوطني ،وقد نجحت العديد منها كدول نامية في النهوض باقتصادها الى مستوى الدول المتقدمة في فترة وجيزة من خلال التغلب على العوائق التي واجهت نموها، واستغلالها الأمثل لمواردها الطبيعية وتحسين أفضليتها التنافسية.
اما في العراق فقد تعرض القطاع الصناعي الى انتكاسة مدمرة حولته من بلد صناعي الى بلد استهلاكي، رغم امتلاكه لثروات كبيرة وموارد بشرية وطبيعية تعد من أهم مصادر الطاقة والتنمية في العالم ، بعد أن عجزت الحكومات التي تعاقبت على إدارة شؤون الدولة ،عن إيجاد الحلول الناجعة لانتشال القطاع الصناعي من واقعه المتردي، بل أدت إلى تدمير وتوقف اغلب المصانع الحكومية والأهلية، وإغراق السوق العراقية بمختلف أنواع السلع والمنتجات بما فيها ذات النوعية الرديئة ، وانسجاما مع مقررات المؤتمر الوطني العاشر للحزب الشيوعي العراقي ،والذي أكد فيه الحزب ضرورة الوحدة الوطنية والتلاحم بين أبناء الشعب ،وسائر قواه ذات المصلحة في تحقيق الاستقلال الوطني ،والتحول الديمقراطي انبثق تحالف "سائرون" بمشاركة أو بدعم عدد من الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية، هي حزبنا الشيوعي العراقي، حزب الاستقامة الوطني، التجمع الجمهوري، نداء الرافدين، حزب الدولة العادلة، حزب الشباب والتغيير، حزب الترقي والإصلاح، والتحق به أخيرا حزب الأمة ، ويرى هذا التحالف في مجال الصناعة العمل على :
1 ــ ضمان دعم المشاريع الصناعية ذات المكوِّن التكنولوجي العالي والمتطلبات التمويلية الكبيرة ،وذات الأهمية الإستراتيجية كالصناعات الكيماوية والبتروكمياوية، والإنشائية والصناعات التعدينية كاستخراج الكبريت والفوسفات ودعم المنشآت الصناعية .
2 ــ دعم المعامل العائدة للدولة وإعادة تأهيلها وإصلاحها، إدارياً واقتصادياً، والنهوض بها لتساهم بشكل فعال في تنمية الاقتصاد الوطني .
3 ــ إيلاء اهتمام خاص بصغار المنتجين من كسبة وحرفيين وأصحاب الورش الصناعية الصغيرة ،ومساعدتهم على النهوض بمشروعاتهم الاقتصادية .
4 ــ دعم القطاع الخاص وتوفير البنى التحتية لتطويره وطمأنته بإقامة بنية مستقرة قانونية وإدارية ومالية، ومنحه تسهيلات وأشكالاً مناسبة من الحماية لفترات محددة حتى يستطيع الارتقاء بمنتجاته لمستوى المنافسة.
واليوم نحن بأمس الحاجة لاستعادة عبارة "صنع في العراق" التي كانت العلامة العراقية الشهيرة وواحدة من عناوين الفخر والاعتزاز للمواطن العراقي عندما يدور الحديث عن "المصنوع المحلي"
فمن منا لا يتذكر تلفزيون القيثارة، وثلاجة عشتار، وحاسبات الوركاء، ومبردة الهلال، والاسمنت العراقي المقاوم والعادي، والزيوت النباتية زبيدة والراعي، والبطانيات والألبسة الجاهزة ، والسكائر العراقية سومر التي حازت على الجائزة الذهبية كأفضل أنواع السكائر في العالم ، وكذلك الجرارات الزراعية عنتر، والسيارات ريم وسكانيا عراق،ولا يغيب عن الذهن صورة تعليب كربلاء ،وألبان أبو غريب ،ومعجون النعمانية ،ونسيج الحله ،وتصنيع الملابس في النجف ،وإطارات الديوانية ،ومعامل تصنيع الملابس في النجف ،وغيرها من الصناعات العراقية الكثيرة التي كانت تضاهي الصناعات الأجنبية كل هذا أخذ بنظر الاعتبار في برنامج تحالف " سائرون "

عرض مقالات: