انتهى يوم أمس التصويت العام في عملية انتخاب مجلس النواب لسنة ٢٠١٨. وفِي هذه المناسبة نهنيء بنات وأبناء شعبنا بإكتمال هذا الاستحقاق الدستوري، الذي يأتي خطوة اخرى على طريق ترسيخ الممارسة الديمقراطية وتحقيق التداول السلمي للسلطة، وفقا  لارادة الناخب الحرة .

والمفرح ان ما تحقق يوم ١٢ أيار الجاري وقبله في التصويت الخاص، مرّ بسلام وامان عموما، حيث تمكنت القوى الأمنية من توفير الحماية الكافية للمراكز الانتخابية. ويمكن عدّ هذا مكسبا جديدا لها، يضاف الى انتصاراتها وانتصارات شعبنا كله على داعش الاٍرهابي.

فتحية شكر وتقدير لقواتنا الباسلة، ولكل من عمل و أسهم في توفير الأجواء والمستلزمات الضرورية لاجراء هذه الممارسة الديمقراطية  .

ونشكر أيضا كل الوكلاء والمراقبين، المحليين والدوليين، كذلك الامم المتحدة ووسائل الاعلام العراقية والعربية والعالمية، على ما بذلوا من جهود طيبة.

ولابد لنا ان نحيي بحرارة المواطن الناخب الذي ساهم في الاقتراع، ممارسا حقه في الانتخاب واختيار من يراه صالحا لتمثيله في البرلمان الجديد .

كما نحيي ونشكر من صوتوا لتحالف "سائرون" ولمرشحيه، وبضمنهم مرشحو الحزب الشيوعي، ونعاهد الجميع على المضي قدما، وبغض النظر عن نتائج الانتخابات، على طريق التغيير والإصلاح والخلاص من المحاصصة والطائفية السياسية والفساد والفاشلين، والعمل مع حلفائنا في "سائرون"، ومع القوى المدنية والديمقراطية والوطنية التي يجمعنا وإياها الكثير من المشتركات السياسية، لإنقاذ بلدنا مما هو فيه الآن ووضعه على طريق التقدم والأمان والرقي، وضمان الخير والرفاه  لابنائه .

وقد كنّا نريد لهذه الانتخابات ان تجري في ظروف أفضل وعبر منظومة انتخابية كفوءة، تحرص على عدم ضياع اَي صوت من اصوات الناخبين، وعلى ذهاب كل صوت الى من يستحقه. كما كنا نريد لها ان تحظى بمزيد من الاهتمام الجماهيري وبالمشاركة  الواسعة، وهو ما لم يتحقق بسبب سياسات المتنفذين وعدم تنفيذهم الوعود، وبسبب السخط على ما آلت اليه  اوضاع البلد العامة. ولم نكن نريد ان نشهد ما رافقها من ثغرات ونواقص هنا وهناك. وسنعود الى هذا كله وغيره في وقت لاحق.

لنجعل من هذه الانتخابات حافزا اضافيا الى مزيد من العمل والعطاء، لتحقيق الغايات المنشودة  وصولا الى إقامة دولة المواطنة والديمقراطية الحقة ، دولة المؤسسات والقانون والأمان  والعدالة الاجتماعية .

عاش شعبنا العراقي صانع المآثر

بغداد

١٣ أيار ٢٠١٨