عن مكتبة الأسرة (الهيئة المصرية العامة للكتاب)، صدرت طبعة جديدة من كتاب “هؤلاء علموني” للكاتب والمفكر الراحل سلامة موسى، ويتضمن شذرات من حياته التي امتدت من 1887 إلى 1958.

ويقول سلامة موسى: “بدأت أرسم خريطة حياتي حوالي عام 1906 حين ساء الوسط العائلي، ففررت إلى أوروبا، وهناك انبسطت لي آفاق، وحلمت أحلاماً ورأيت رؤى، وشرعت أدرس اللغتين الفرنسية والإنكليزية”.

ويضيف موسى الذي يعد من رموز النهضة المصرية الحديثة: “رأيت شعوباً حرّة لكل منها الكلمة العليا التي تتضح في الانتخابات البرلمانية، ورأيت مشاكل الشعب تدرس في البرلمان الذي له وحده حق تعيين الوزارات وإسقاطها، ورأيت جرائد تعالج المذاهب وتناقش الساسة، ورأيت الاجتماعات التي يجتمع فيها الرجال والنساء ويبحثون فيها مشاكل العالم، ورأيت البيت النظيف، والشارع النظيف، والكتب العديدة، والمكتبات المجانية، واختلط بكل ذلك، وتحدثت إلى الفرنسيين والإنكليز، وشرعت عندئذ في الأخذ بأساليب المتمدنين، وأهدف إلى أهدافهم، وأدرس وأتعلم وأتجول وأتأمل”.

ويستطرد الراحل الكبير: “عرفت فوق ما عرفت، أن المرأة يمكن أن تكون إنساناً حرّاً لا يختبئ من الدنيا، ولكن يواجهها في شجاعة، تتعلم وتعمل وتتحمل المسؤوليات”، ويتابع: “هناك كتب قد غيرت نفوسنا كما لو كانت ديانات جديدة، بل إن الاختلاف بشأن نظرياتها يشبه إلى حد كبير الاختلاف الديني، فإن المختلفين على كتب نيتشه في مذهب القوة يحتدون ويتعصبون، وكتاب داروين عن أصل الأنواع لا يزال يحدث مصادمات ذهنية بين التقليديين والابتداعيين، فهو كفر مظلم عند أولئك، وهو رؤية مثرية عند هؤلاء، وإني واحد من أولئك الذين تغيروا بنظرية داروين، لأن التطور عندي مذهب سام، قدس نفسي غيّرني ووجهني، وهو ليس عندي تفكيراً فحسب، وإنما هو إحساس وعاطفة وحب وروحية”.

ـــــــــــــــــــــــــــ

“النهار العربي” – 18 آذار 2023

عرض مقالات: