قصيدة (مشهد عاطفي) للشاعر الناقد مقداد مسعود قنبلة عاطفية موقوتة،خلعَ الشاعر مسمارها فانفجرت و غيّرت خارطة الحب. فبعيداً عن التجريد في كلمات الحب، كانت قصيدته عملية ومادية إلى حد أنها نَسَفتْ عبارات المحبين التقليدية وأدخلتنا عالما جديدا، علوي الملامح والسمات، متسامٍ، وبعيد المنال إلّا لِمَن جرَّبَ السمو إلى المرتفعات ولم يخضْ في مُتع الوديان المنخفضة. يكمن سحر القصيدة في أشيائها المادية التي تتجلى عن سحر روحي جليل، فماديتها وسيلة متاحة للجميع لكن الشاعر وحده استثمرها بدهاء ليُعبّر  عن عمق وجلال المشاعر. كلٌ من الجبل والغيمة والصخور والرياح معادل موضوعي للرجل و المرأة  والغريزة والمعاناة في الحب. ليس ضروريا أن نشرح كل ذلك للقاريء، فاللبيب سيتذوق القصيدة وسيتماهى مع شخوصها المادية التي لم تكن تمثيلا للطبيعة بل للإنسان. تستحق القصيدة أن تُقرأ و تقرأ لكي ترتفع بالقارئ إلى ذرى النقاء في المشاعر والوجدان.

 

القصيدة

مشهد عاطفي

مقداد مسعود

الغيم ُ يتوجع

حين يرتطمُ بصخورِ قمة ِ

          الجبل

ويتلوى الغيمُ وجعا

حين تكون الصخورُ

            في بطنِه ِ

والصخور يهلعها إنعدام الرؤية

فالغيمُ عصّبَ عيونَها وكمّمَ أفواهَها

الجبلُ بريء يا أمي : الغيمة ُ هي التي همّت به

حين أستدارتَ

لم تستدر  الغيمة ُ : يا صغيرتي

الرياحُ الناعمة ُ دوّرتَها

فطوقتْ الغيمة ُ خاصرة َ الجبل

وكمّمته ُ بشفتيها.

عرض مقالات: